حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، خصوم بلاده من "تخطي الخطوط الحمراء" مع روسيا، وسط توتر متصاعد مع الغرب حول عدد من الملفات.
وقال بوتين في خطابه السنوي إلى الأمة أمام مجلسَي البرلمان: "آمل ألا يخطر لأحد أن يتخطّى خطا أحمر مع روسيا، وسنقرر بأنفسنا ترسيم هذا الخط".
وأكد بوتين أنّ روسيا سترد سريعًا وبقسوة على أي استفزازات أجنبية بعد الشكوى من استمرار الأعمال العدائية غير المبررة ضد روسيا.
مستمرون بتعزيز ترسانتنا الدفاعية
وشدّد بوتين على أنّ موسكو بذلت ما في وسعها من أجل علاقات طيبة مع الدول الأخرى، معتبرًا أنّه "بات لدى الغرب عادة اتهام روسيا بأي تطور".
وإذ لفت إلى أنّ "ازدواجية معايير الغرب برزت بشكل وقح في التعامل مع التطورات في بيلاروسيا"، أشار إلى أنّ "على من يسعى إلى نسف جسور التواصل أن يعلم أننا سنرد بشكل سريع وشديد".
وأكد استمرار بلاده بتعزيز ترسانتها الدفاعية، متعهّدًا بزيادة حجم الأسلحة المتطورة بنسبة 88%.
مناعة جماعية في الخريف
من جهة ثانية، أعلن بوتين أنه يسعى لتحقيق المناعة الجماعية ضد وباء كوفيد-19 في روسيا في الخريف، مشيدًا بإنتاج بلاده ثلاثة لقاحات، وواصفًا ذلك بـ"الاختراق الحقيقي". وقال: "التلقيح يرتدي اليوم أهمية كبرى للسماح بتطوير المناعة الجماعية في الخريف".
ونوّه بوتين بـ"ضبط النفس" من جانب مواطنيه الذين "احترموا الإجراءات الاحترازية المرهقة"، ودعاهم إلى تلقي اللقاح بينما تعاني حملة التلقيح من بطء في روسيا بسبب عدم ثقة السكان.
وأشار بوتين إلى أنه يريد "إبقاء كل الحدود تحت السيطرة لإبطاء انتشار" الفيروس.
غير أن كلام بوتين المتفائل يأتي غداة تصريحات لرئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين عبر فيها عن مخاوف حيال تدهور الوضع الوبائي في العاصمة الروسية.
وقال سوبيانين إنه يريد إطلاق "برنامج لتحفيز تطعيم المسنين" لتجنب إجراءات الاحتواء القاسية كما هي الحال في أوروبا.
ومنذ أيام تسجل في موسكو حوالى ألفي إصابة جديدة يوميًا، وفي روسيا ثمانية أو تسعة آلاف يوميا.
هل يتكرر مشهد "الأكشاك الفارغة"؟
وفي سياق آخر، أكد بوتين في خطابه السنوي أن "الأهم الآن هو ضمان نمو مداخيل المواطنين"، وحدد المسار الذي تتبعه حكومته بينما تواجه القوة الشرائية للروس تراجعًا منذ سنوات.
وطلب من الحكومة "وضع شروط طويلة الأمد تتيح بمساعدة آليات السوق تحديد الأسعار المتوقعة"، في وقت تسجل روسيا في الشهر الأخيرة ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية.
ومع ذلك، استبعد بوتين فرض ضوابط مصطنعة على الأسعار من أجل تجنب العواقب الاقتصادية الكارثية التي تذكر في ثمانينيات القرن الماضي في العهد السوفيتي عندما كانت "الأكشاك فارغة".
لكن الأمر الأساسي حسب بوتين هو أن "الدولة يجب أن تقدم دعمًا مباشرًا للعائلات التي لديها أطفال في وضع صعب".
