وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة على قانون يمدد معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية لخمس سنوات، بحسب ما جاء في بيان للكرملين.
وقالت روسيا إن التمديد سيدخل حيز التنفيذ بمجرد أن يتبادل الجانبان المذكرات الدبلوماسية بعد أن يكمل كل منهما إجراءاته الداخلية.
وكان المجلسان الأعلى والأدنى بالبرلمان الروسي صوتا لصالح التصديق على تمديد المعاهدة أول أمس الأربعاء.
وأتى ذلك غداة أول اتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، وإعلان واشنطن وموسكو التوصل إلى "اتفاق مبدئي" لتمديد المعاهدة التي تنتهي صلاحيتها في الخامس من فبراير/ شباط.
تقدم دبلوماسي
ويشكل تمديد المعاهدة أول تقدم دبلوماسي بارز منذ سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تراجعت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى لها منذ نهاية الحرب الباردة، بسبب خلافات متواصلة حول ملفات دولية عدة.
ووُقعت "نيو ستارت" في العام 2010 بين الرئيس الأميركي في حينه باراك أوباما والرئيس الروسي دميتري مدفيديف، وتُعد آخر اتفاقية من هذا النوع بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة.
وتحدد المعاهدة سقف كل من ترسانتي القوتين النوويتين بـ 1550 رأسًا، في خفض نسبته 30% تقريبًا عن الحد السابق الذي وضع في 2002.
وتحدد كذلك عدد قاذفات القنابل والقاذفات الثقيلة بـ 800، وهذا يكفي لتدمير الأرض مرات عدة. وتضم المعاهدة أيضًا بنودًا متعلقة بتفتيش مشترك للمواقع العسكرية.
اتفاق شامل
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تريد تمديدًا مشروطًا لسنة، لإفساح المجال أمام التفاوض على اتفاق شامل أكثر يضم الصين، لكن المحادثات مع موسكو كما مع بكين لم تؤد إلى نتائج. وظلت المفاوضات الهادفة لتمديد معاهدة "نيو ستارت" متوقفة طوال فترة رئاسته.
وسحب ترمب الولايات المتحدة من ثلاثة اتفاقات دولية أساسية: الاتفاق النووي الإيراني ومعاهدة الصواريخ البرية المتوسطة المدى، ومعاهدة السماء المفتوحة للتدقيق في تحركات عسكرية وحدود التسلح. هذا الأمر دفع روسيا إلى الانسحاب بدورها من هذه المعاهدة الأخيرة.