اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح اليوم الجمعة، مقبرة باب الرحمة وعددًا من أبواب المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا "تلمودية استفزازية" بينها النفخ بالبوق.
واقتحم عضو الكنيست المتطرف "سمحا روتمان" مقبرة باب الرحمة المحاذية للمسجد الأقصى صباح اليوم، وقام بالنفخ بالبوق ضمن الطقوس التلمودية الاستفزازية.
عضو الكنيست "سمحا روتمان" ينفخ بالبوق في مقبرة باب الرحمة المحاذية للمسجد الأقصى المبارك صباح اليوم. pic.twitter.com/iMSfgFMyR5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 23, 2022
كما أدى مجموعة من المستوطنين رقصات وطقوسًا من بينها نفخ البوق عند باب الغوانمة، وأمام باب الملك الفيصل.
وأمس الخميس، اقتحم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف من حزب "الصهيونية الدينية" إيتمار بن غفير وعشرات المستوطنين، المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي الاقتحامات قبل أيام من الدعوات لاقتحامات يهودية كبيرة للمسجد الأقصى، والتي يستعد المستوطنون لتنفيذها بدءًا من يوم الأحد المقبل.
وتبدأ إسرائيل في 26 سبتمبر/ أيلول الجاري احتفالات "رأس السنة العبرية"، ثم يوم "الغفران اليهودي"، في 5 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية دعت إلى تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، وهو ما ردّ عليه نشطاء فلسطينيون بالدعوة إلى "شد الرحال إلى المسجد"، والاعتصام فيه.
مستوطنون يؤدون رقصات استفزازية وطقوساً تلمودية أمام باب الملك الفيصل، أحد أبواب المسجد الأقصى pic.twitter.com/n5EUwB7dtH
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) September 23, 2022
وفي هذا الإطار، اعتبر الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، أن نفخ البوق في المسجد الأقصى المبارك وغيره من الشعائر والطقوس الدينية التوراتية، هو في الحقيقة "نفخ على جمر ونار حريق كبير سيشتعل في كل المنطقة بفعل هذه الممارسات العنصرية والحمقاء".
وحذر في تصريحات صحفية من أن الأمر وصل إلى حد أن تعلن إحدى جمعيات بناء الهيكل المزعوم والمسماة "جبل الهيكل بأيدينا" تنظيم سفريات مجانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، للمشاركة في اقتحام وتدنيس ساحاته وأداء طقوس وشعائر النفخ في البوق في ساحات المسجد.
"حرب دينية مفتوحة"
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حذّرت أمس الخميس، إسرائيل من جرّ المنطقة إلى "حرب دينية مفتوحة"، بسبب "انتهاكاتها في المسجد الأقصى ومدينة القدس".
وقال محمود الزهار عضو المكتب السياسي للحركة، في مؤتمر صحفي عقده بالمسجد العمري الكبير، بمدينة غزة: إن حركته "تتابع التحضيرات التي تقوم بها الجماعات الصهيونية لإحياء مواسم الأعياد اليهودية المزعومة، عبر اقتحام وتدنيس الأقصى".
وأضاف: "الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات الانتهاكات بالقدس والأقصى، وإمكانية جرّ المنطقة لحرب دينية مفتوحة تنتهي بزواله".
ودعا الزهار، الأردن صاحبة الولاية الدينية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس، إلى "التدخل العاجل والفوري، للمشاركة في حماية القدس".
كما طالب الدول العربية والإسلامية بـ"التحرك الفوري لردع الاحتلال وإجباره على وقف مخططاته العنصرية والعمل على رفع ملف الجرائم والانتهاكات الصهيونية بحق القدس والأقصى إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب".
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، وعلى فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
ومنذ عام 2003 تسمح الشرطة الإسرائيلية لمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، وسط مطالبة دائرة الأوقاف الإسلامية بوقف الاقتحامات.
وفي حديث سابق لـ"العربي"، اعتبر الكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية في صحيفة "العربي الجديد"، نضال وتد، أن هدف الحكومة الإسرائيلية من الاقتحامات المتكررة للمسجد هو تثبيت التقسيم الزماني في المسجد.
وقال وتد: إنّ إسرائيل تحاول أن تثبّت البعد الديني لها من خلال فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، كما تريد أن تحرم الفلسطينيين من البعد الوطني المتمثل في التصدي لعمليات اقتحام المسجد الأقصى.