بعد إبعاده عن المسجد الأقصى لستة أشهر، يمارس الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية عمله في زقاق القدس القديمة.
وكان الشيخ بكيرات قد تسلم قرار إبعاد جديد هو الـ29 خلال العقدين الأخيرين، إذ إن معاناته مضاعفة تتمثل في حرمانه من الصلاة بمسجده المقدس، كما أنه يحرم من الوصول إلى عمله بصفته موظفًا في الأوقاف.
ويقول الشيخ ناجح بكيرات في حديث لـ"العربي": أشعر تمامًا بأن سارقًا دخل بيتي وهو يتجول وأنا مكبل لا أستطيع أن أمنع السارق الذي سرق بيتي وسرق قداستي، واصفًا شعور الإبعاد بالمؤلم جدًا ولا يتكرر إلا عند دولة عنجهية.
في غضون ذلك، يجفف إبعاد المصلين عن الأقصى الوجود الإسلامي، كما أن إبعاد موظفي الأوقاف يخلق فراغًا إداريًا، وهذا ما حذّرت منه الأوقاف الإسلامية التي حمّلت الاحتلال مسؤولية إشعال فتيل الأوضاع في المسجد الأقصى، حيث تتكثف دعوات اقتحامه عشية الأعياد اليهودية.
وفي هذا الإطار، يوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن الاحتلال يريد أن يفرض واقعًا مريرًا على المسجد الأقصى، من خلال التحريض على اقتحام المسجد بأعداد كبيرة، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى لتأخذ شيئًا فشيئًا في أداء صلوات تلمودية بحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة.
وبادعاء منع التصعيد الأمني، أعلنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي عن حملة اعتقالات وإبعاد احترازية وسط تنديد المقدسيين بإبعادهم عن مسجدهم لصالح تسهيل اقتحامه، وبالمضي بتغيير وضعه التاريخي والقانوني القائم.
وحسب مراسلة "العربي"، يرى الفلسطينيون أن الاحتلال يضع القدس على صفيح ساكن في مناسباته السياسة والدينية ويعدون السماح باستباحة المسجد الأقصى استفزازًا لمشاعرهم وفرضًا لواقع جديد طالما حذروا منه.