عقب تقارير عن مقتل ناشطات، أكدت حركة طالبان العثور على جثث أربع نساء أفغانيات في مدينة مزار شريف.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية قاري سيد خوستي، في بيان مصوّر، بأنه تم توقيف شخصين مشتبه بهما، بعدما عُثر على الجثث الأربع في منزل في منطقة الشرطة الخامسة.
وقال خوستي: "أقرّ الموقوفان في تحقيق مبدئي معهما بأنهما دعوا النساء إلى المنزل"، مضيفًا أن المزيد من التحقيقات تجري لتبيان ظروف مقتلهن، بينما جرى تحويل القضية إلى المحكمة.
ولم يكشف خوستي عن هوية الضحايا، لكن صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت أن من بين القتلى الناشطة البارزة فروزان صافي.
صديقات رغبن بمغادرة البلاد
ونقل تقرير، بّثته "بي بي سي" الناطقة بالفارسية، عن مصادر من المجتمع المدني قولها: إنّ النساء الأربع كن صديقات يرغبن بمغادرة البلاد عن طريق مطار مزار شريف.
وقال مصدر من مجموعة حقوقية لوكالة "فرانس برس"، طلب عدم الكشف عن هويته: إن النساء تلقين مكالمة اعتقدن أنها دعوة للانضمام إلى رحلة إجلاء وتمّ نقلهن في سيارة، ليتمّ العثور على جثثهن في وقت لاحق.
من جهتها، قالت ريتا صافي، شقيقة فروزان: إن العائلة تعرّفت على جثتها من ملابسها بعد أن "دمّر الرصاص وجهها".
وفقدت فروزان في 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبل أن يتمّ التعرّف على جثتها في مشرحة في مدينة مزار شريف.
وأضافت ريتا: "كانت الجروح الناجمة من الطلقات النارية في كل جسدها لدرجة يصعب حصرها"، مشيرة إلى أن العائلة "لا تعرف من قتلها".
بدوره، قال ميراج فاروقي، طبيب في مستشفى بلخ الذي نُقلت إليه الجثث: إن قوات الأمن التابعة لطالبان أحضرت يوم الخميس جثتي امرأتين مجهولتين قُتلتا بالرصاص إلى المستشفى.
خلاف شخصي
من جهته، أوضح ذبيح الله نوراني، مدير الإعلام والشؤون الثقافية في حركة طالبان في إقليم بلخ، أنه تم العثور على الجثتين إلى جانب جثتي رجلين في منزل في مزار شريف"، مرجحًا أن يكون القتلى ضحية "لخلاف شخصي".
ومنذ منتصف أغسطس/ آب الماضي، تنظّم ناشطات أفغانيات احتجاجات منتظمة على مستوى البلاد للمطالبة باستعادة حقوق النساء وحمايتها بعد سيطرة طالبان على الحكم.
وفرّق عناصر طالبان بعض الاحتجاجات، لكن قادة الحركة أصرّوا على أن مقاتليهم ليسوا مخوّلين بقتل النشطاء، وتعهّدوا بمعاقبة من يفعل ذلك.
العثور على الجثة في حفرة
وقالت "الغارديان": إن فروزان تلقّت في الشهر الماضي، مكالمة هاتفية من مجهول، يطلب منها المغادرة إلى مكان آمن مع الاحتفاظ بالأدلة التي تُثبت عملها بصفتها مدافعة عن حقوق الإنسان.
ووفقًا لشقيقتها، اعتقدت فروزان أن طلبها للحصول على اللجوء في ألمانيا يجري البتّ به، فوضعت بعض الوثائق، بما في ذلك شهادتها الجامعية، بحقيبة، وألقت وشاحًا أبيض وأسود على رأسها وغادرت المنزل.
من جهته، قال الوالد عبد الرحمن صافي إنه تمّ العثور على جثة فروزان في حفرة ليست بعيدة عن المدينة، وسجّلها عمّال المستشفى على أنها لمجهول.
بدورها، قالت زهرة، التي تنظم احتجاجات نسائية ضد طالبان، إنها كانت مع فروزان في آخر تظاهرة احتجاجية بمدينة مزار شريف.
وأضافت زهرة، التي لم تكشف عن اسمها الثاني لدواع أمنية في حديثها لصحيفة "الغارديان": "لقد اخترقوا الواتساب الخاص بي. لن أجرؤ على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي الآن".
