يحذر خبراء من السداد المبكر للقروض، خاصة أن بعض شروط القروض قد تحتوي على غرامة عند السداد في وقت أبكر من موعدها المقرر.
وقد يرافق السداد المبكر بعض العيوب التي تجعل منه أقل فعالية من زاوية التكلفة والعائد، إذ يجب على المقترض أولًا التأكد من أن السداد المعجل لن يضر به، أو بفرص الاستثمار الأخرى.
لكن في الوقت ذاته، قد يرافق السداد قبل حلول موعد الاستحقاق بعض الإيجابيات في التخلص من القلق الذي يصاحب سداد الأقساط لجهة الإقراض والتحرر من الأعباء النفسية والمادية، ومسؤولية الوفاء بالديون.
إرشادات عن اختيار السداد المبكر للقروض
- قد يتمكن المتعامل من سداد القروض بسرعة أكبر عن طريق إضافة دفعة شهرية في نهاية كل عام أو توزيع الدفعة الإضافية على مدار العام.
- يجب دراسة شروط كل قرض دراسة مستفيضة، فقد تكون أسعار الفائدة على القروض منخفضة للغاية ولا معنى لتسريعها.
- على المتعامل الانتباه لتوقيت وظرف اتخاذ قرار السداد المبكر، حتى يتأكد من أن ذلك سيعود عليه بالنفع وتوفير المال.
- في بعض الأحيان يكون سداد الديون فكرة جيدة، لكن في أحيان أخرى، تكون هناك خيارات أفضل مثل استثمار المال أو توفيره للطوارئ.
ما أهمية السداد المبكر للقروض؟
وبشأن الفائدة التي تعود من خلال السداد المبكر للديون، يوضح الخبير الاقتصادي والمالي أحمد عقل أن السداد المبكر شيء إيجابي، لكنه يشير إلى أن هناك عقودًا خاصة بالتعاملات المالية يجب على أي متعامل أن يعرف الشروط والإيجابيات الموجودة ومدى الاستفادة من القيام بأي عملية مالية.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من استديوهات لوسيل، أن هناك شروطًا محددة عند الاقتراض من المؤسسات المالية، وفي بعض الحالات هناك بعض الرسوم المتعلقة بأي عملية يقوم الشخص بإجرائها بما في ذلك السداد المبكر، مشيرًا إلى أن الفرد قد يضطر في بعض الأحيان إلى دفع مبلغ معين للقيام أو لتغيير أي من شروط العقد.
ويردف عقل أن المؤسسات المالية إذا كانت مؤسسات قوية ولديها سيولة فائضة في بعض الأحيان قد يكون من مصلحتها عدم سداد القرض بشكل مبكر.
ويشير إلى أن سداد القرض يعتمد على العقد الموجود، ونسبة الفائدة وعلى مدى وجود السيولة بالمؤسسة المالية وعلى الفرص الاستثمارية الموجودة.
ويؤكد أنه كلما كان السداد مبكرا بشكل كبير؛ كان أفضل، لأنه بداية الأقساط عادة يكون الجزء الأكبر منها هو سداد للفائدة، وليس للقرض نفسه، مشيرًا إلى أنه في أواخر القرض قد لا تشكل الفوائد 20%.
نصائح
ويشدد الخبير الاقتصادي والمالي على وجوب أن يقوم الفرد بالموازنة ما بين قيمة الفوائد الموجودة والمتفق عليها بالعقد، والفرص الاستثمارية المتاحة له، ومدة العقد المتبقي وقيمة الفوائد التي سيقوم بتوفيرها، والرسوم التي قد يتم فرضها للقيام بعملية إدارية.
وبشأن الأسباب التي قد تجعل من السداد المبكر أمرًا سلبيًا بالنسبة للعميل، يشير عقل إلى أن العميل عندما يقوم بدفع مبلغ مالي كبير قد يفقد فرصًا استثمارية أخرى موجودة عن طريق شراء أسهم أو ذهب، بالإضافة إلى أن العميل قد لا يكون قادرًا على التعامل مع أي طارئ قد يحدث معه في حال كان غير محتفظ بمخزون مالي، ما يضطر للذهاب إلى قرض جديد.
وفيما يؤكد على أن تسديد القروض بشكل مبكر عملية إيجابية، يشدد على أن آلية تطبيقه يجب أن تتم بالطريقة المثلى من الناحية الاقتصادية.
ويخلص عقل إلى أن السداد المبكر يعطي للعميل ثقة من قبل المؤسسات لأي عمليات اقتراض جديدة، على أن هذا الشخص ملتزم وقادر على التخطيط الصحيح لأعماله.
