Skip to main content

بين تعنت نتنياهو وتفاؤل واشنطن.. ما مآلات مفاوضات التهدئة في غزة؟

الجمعة 12 يوليو 2024
يشدد نتنياهو على ضرورة الإبقاء على سيطرة أمنية إسرائيلية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا في غزة- الأناضول

لا يأبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتفاؤل الأميركي بشأن إمكانية إبرام صفقة، ولا بمخرجات الاجتماعات التي عُقدت في الدوحة وستعقد في القاهرة.

فهو  يُكرّر شروطه معتبرًا أنه يجب أن تسمح أي خطة بالعودة إلى القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب. ويقول: "إن إسرائيل ليست جاهزة لقبول مطالب حركة حماس". 

"سيطرة أمنية على معبر رفح ومحور فيلادلفيا"

كما استبق نتنياهو، الذي يواجه شارعًا غاضبًا يصف سلوكه بالعار، جلسة مشاورات أمنية ستحتضنها القاهرة لبحث إعادة فتح معبر رفح، مشددًا على ضرورة الإبقاء على سيطرة أمنية إسرائيلية على المعبر ومحور فيلادلفيا.

أمّا حجته في كل ذلك فهي ضمان أن لا يشكل قطاع غزة تهديدًا، وفق التعبير الإسرائيلي.

تواصل إسرائيل حربها على غزة تزامنًا مع جولة جديدة من مفاوضات التهدئة

من جهته، أعلن البيت الأبيض وعبر مستشار الأمن القومي أن واشنطن تتوقع التوصل إلى اتفاق في غزة، مؤكدًا أنَّ القضايا العالقة بشأن صفقة تبادل الأسرى قابلة للحل.

أمّا حركة حماس، فقالت إنّها لم تُبلَّغ من الوسطاء بأي تطور في المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واصفة التفاؤل الأميركي بالحذر الذي يعكس شكوك واشنطن من مواقف نتنياهو المعطّلة للمفاوضات.

نتنياهو يحاول الظهور بموقف "القوي"

وفي هذا السياق، يشير الكاتب والباحث السياسي، مأمون أبو عامر، إلى أن تصريحات نتنياهو تهدف إلى "تفجير" الأمور، ليظهر أنه "سيد الموقف" ويتجاوز أي قيود، ويظهر بأنه فوق الجميع ويجبرهم على الامتثال لشروطه.

وفي حديثه لـ"التلفزيون العربي" من اسطنبول، يشير أبو عامر إلى أن واقع نتنياهو السياسي صعب ومعقد للغاية، معتبرًا أن واقع الأزمة يجبر نتنياهو على اتخاذ مثل هذه المواقف ليظهر بأنه قوي.

وفي الوقت نفسه، يلفت أبو عامر إلى أن الجانب الإسرائيلي هو من تسبب في إيجاد أجواء إيجابية حول تقدم مفاوضات التهدئة.

ويلاحظ أن موقف حماس ثابت في أن الهدف من المفاوضات هو تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وإعادة الحياة إلى القطاع.

تصريحات سياسية

من جهته، يوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي، أمير مخول، أن لدى نتنياهو نوايا بنسف المفاوضات، لكنه لا يستطيع فعل ذلك بسبب عوامل داخلية وخارجية.

وفي حديثه لـ"التلفزيون العربي" من حيفا، يرجح مخول أن يذهب نتنياهو إلى المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ثم ينقض تعهداته كما يفعل دائمًا، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقدم تصريحات سياسية فقط.

ويرى مخول أن نتنياهو غالبًا ما يلجأ إلى خربطة الأوراق في اللحظة الأخيرة في محاولة لمخاطبة التحالفات السياسية داخل إسرائيل.

اعتبر بنيامين نتنياهو أن أي مقترح تؤول إليه المفاوضات الحالية يجب أن يتيح لتل أبيب العودة للقتال- الأناضول

ويلفت إلى أن نتنياهو يسعى لإدخال حزب اليمين الرسمي إلى حكومته التي تواجه احتجاجات شعبية عارمة قد تؤدي إلى سقوطها.

لكن مخول يعتبر أن محاولة منع صفقة تبادل الأسرى قد تدفع إلى سقوط الحكومة أكثر مما يفعل إتمام الصفقة، التي يؤيدها عدد من أحزاب المعارضة، في حين يعارضها الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش اللذين لا ينتميان لمعسكر سياسي.

وقف إطلاق النار مطلب أميركي

وبشأن الموقف الأميركي، يتحدث نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، ميلك ميلروي، عن تفاؤل في الولايات المتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق يصل إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة.

لكنه يرى أن بيانات إسرائيل لا تؤكد أجواء التفاؤل، مشيرًا إلى أن نتنياهو قد يحاول التوصل إلى اتفاق، لكنه لا يرغب في وقف إطلاق النار، الذي يعتبره "الخيار الأسوأ" بحسب ميلروي.

ويشير ميلروي في حديث إلى "التلفزيون العربي" من مونتانا إلى أن إدارة بايدن تريد وقف إطلاق النار لأنه ضروري لسياستها، حيث لا يؤيد الديمقراطيون الحرب على غزة حيث أن وقفها يخفّض التوتر بين إسرائيل وحزب الله. 

كما يعتبر  ميلوري أن نتنياهو مهتم في الحفاظ على حلفه السياسي الذي يتضمن اليمين المتطرف والمهدد بالانهيار. 

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة