انسحبت اللاعبة الكويتية خلود المطيري من بطولة تايلاند الدولية، في فئة سلاح المبارزة، لرفضها مواجهة لاعبة إسرائيلية دعمًا منها للقضية الفلسطينية، في قرار اتخذ بموافقة اللجنة البارالمبية الكويتية.
وقالت شريفة الغانم، الأمين العام للجنة البارالمبية الكويتية في تصريحات صحافية إن "انسحاب خلود المطيري يأتي في إطار المواقف الكويتية، سياسيًا ورياضيًا، الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين".
وبذلك انضمت المطيري التي كانت مرشحة للفوز بميدالية ذهبية في بطولة تايلاند الدولية لسلاح المبارزة، إلى مجموعة كبيرة من الرياضيين الذين فضلوا الانسحاب على مبارزة لاعبين إسرائيليين، مضحين بمسيرتهم الرياضية رفضًا للتطبيع.
قرار رياضي يعكس الموقف الشعبي
فقبل خلود، انسحب لاعب المنتخب الكويتي لكرة المضرب محمد العوضي من مواجهة لاعبٍ إسرائيلي في الدور نصف النهائي من البطولة الدولية للمحترفين تحت سن 14 عامًا في دبي في يناير/ كانون الثاني الماضي.
كما انسحب اللاعب الكويتي عبد الرزاق البغلي من بطولة الإمارات الدولية للموتوسيرف، رفضًا لمواجهة لاعبٍ إسرائيلي.
ومن الكويت، يتحدث عبد العزيز القطان عضو لجنة القدس في جمعية المحامين الكويتيين لـ"العربي" عن الخطوة التي قامت بها خلود المطيري مشيرًا إلى أنها تعكس موقف الكويت شعبًا وقيادةً الثابت ضد التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وأردف القطان: "قرارات اللاعبين الكويتيين بالانسحاب على مواجهة إسرائيليين نابع منهم شخصيًا بالدرجة الأولى فهذا هو الموقف الشعبي الكويتي والثقافة الكويتية المنسجمة مع القضية الفلسطينية".
كما شرح أن هذه المواقف هي من باب المسؤولية تجاه القضية العربية والإسلامية والإنسانية، وتابع: "كل أبطال الكويت يسجلون موقفًا نيابة عن الشعوب العربية".
أما عن تأثير هذه المواقف المشرفة على توجهات بعض الأنظمة العربية التي تدعم التطبيع، فيرى عضو لجنة القدس في جمعية المحامين الكويتيين أنه في زمن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المفتوح أصبحت كل هذه الممارسات العدوانية والوحشية بحق الفلسطينيين تحرج الأنظمة التي اختارت التطبيع مع الاحتلال.
وأوضح أن هذا الموقف الرياضي اليوم يلفت الأنظار أكثر نحو القضية الفلسطينية.
أبطال عرب يضحون بمسيرتهم من أجل فلسطين
وتعود بداية رفض مواجهة الإسرائيليين، إلى عام 1991، حين رفض بطل إفريقيا في الجودو الجزائري مزيان دحماني لقاء لاعب إسرائيلي في بطولة العالم للجودو في برشلونة بعد أن أوقعته القرعة في مواجهته.
وعام 2009، رفض أيضًا اللاعب المغربي مروان الشماخ نجم كرة القدم في فريق "بوردو" الفرنسي آنذاك، اللعب في إسرائيل أمام فريق إسرائيلي في حيفا.
وعام 2011، ضحت المبارزة التونسية عزة بسباس بالميدالية الذهبية خلال مباراة الدور النهائي لمونديال كاتانيا جنوبي إيطاليا للمبارزة، بعدما رفضت مبارزة لاعبة إسرائيلية.
كما رفض محمد أبو تريكة نجم المنتخب المصري السابق عام 2014، المشاركة في مباراة ودية مع نجوم العالم كانت مقررة في سبتمبر/ أيلول بدعوة من بابا الفاتيكان، بسبب مشاركة لاعب إسرائيلي.
وفي بطولة العالم لرياضة الموايتاي عام 2019، ضحى الملاكم اللبناني يوسف عبود بالميدالية الذهبية في تايلاند وقرر الانسحاب بعد أن تأهل لمواجهته لاعبًا إسرائيليًا.
كذلك، رفض لاعب الجودي الجزائري فتحي نورين مواجهة خصمه الإسرائيلي بعد أن وضعتهما القرعة وجهًا لوجه خلال الجولة الثالثة من بطولة العالم للجودو في اليابان في أغسطس/ آب 2019.
وعاد نورين وانسحب بعد عام من أولمبياد طوكيو للسبب نفسه، ما كلّفه عقوبة الإقصاء 10 سنوات من قبل الاتحاد الدولي للعبة.
وعلى غرار هؤلاء الأبطال، فضّل رياضيون من السودان واليمن وسوريا والمغرب والعراق وغيرهم من البلدان العربية، الانسحاب على مواجهة لاعبين يمثلون الاحتلال.