يعاني مئات الآلاف من النازحين والسكان في قطاع غزة، من صعوبة كبيرة في توفير الخبز وغيره من المواد الأساسية، حيث يصطف مئات النساء والأطفال والرجال في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الباكر أمام المخابز أملًا في الحصول ولو حتى على رغيف واحد.
فقد شدد الاحتلال الإسرائيلي حصاره المفروض على قطاع غزة، حيث قطع في أعقاب عدوانه الذي بدأ يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الجاري إمدادات الكهرباء والمياه والوقود والمواد الغذائية، ما فاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أصلًا القطاع لسنوات.
ضغط هائل على المخابز
ووفقًا للأمم المتحدة، فقد نزح نحو 1,4 مليون شخص عن منازلهم في غزة، أي أكثر من نصف سكان القطاع، على وقع القصف الإسرائيلي المكثف على منازل المدنيين ومتاجرهم ما زاد الضغط على المخابز في أماكن النزوح.
ففي مخبز بمخيم رفح جنوب غزة على سبيل المثال، يصل المئات منذ ساعات الفجر لحجز دور لهم أملًا في الحصول على ربطة خبز لأفراد عائلتهم الذين تركوا بيوتهم، وبعد انتظار لساعات طويلة يصاب معظمهم بخيبة أمل بسبب نفاد الخبز من دون أن يتمكنوا من شراء أي رغيف.
ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية، حصل المخبز في رفح قبل أسبوع، على 400 كيس من دقيق القمح من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" يزن كلّ منها 50 كيلوغرامًا للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة.
استهداف المخابز
وفضلًا عن الضغط الكبير الذي تواجهه المخابز لتوفير الخبز، أدى القصف الإسرائيلي إلى تدمير 40 منها، وفقًا لرئيس مكتب الإعلام الحكومي سلامة معروف.
في هذا الصدد، يشير رئيس جمعية أصحاب المخابز عبد الناصر العجرمي إلى أن "60% من المخابز لا تعمل بسبب تعرضها للقصف والتدمير".
ويضيف: "نعاني لتوفير الدقيق والغاز والكهرباء ناهيك عن عدم تمكن الكثير من العاملين من الوصول إلى المخابز بسبب القصف وخطر الموت".
فتنعكس كل هذه الصعوبات على يوميات سكان القطاع المكتظ لتوفير غذائهم، حيث يضطر سكان القطاع إلى الانتقال بين مخبز وآخر أو ابتكار أساليب جديدة في معاناة يومية تضاف إلى مآسي القصف وانقطاع الخدمات الأساسية.
ففي خانيونس، ومع عدم وجود وقود لتشغيل المولدات يستخدم الخبازون المحليون الأفران التي تعمل بالحطب لتوفير الخبز للسكان.
"أوضاع بائسة"
بدوره، وصف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأوضاع في قطاع غزة بأنها "بائسة بشكل لا يمكن تصوره" بعد أن أحكمت إسرائيل حصارها.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج شذى المغربي للصحافيين الجمعة: "كان برنامج الأغذية العالمي يعتمد على 23 مخبزًا، إنتاجها كافٍ لإطعام 220 ألف شخص يوميًا"، مشيرة الى أن 2 فقط من هذه المخابز يعملان حاليًا.