أمام ارتفاع وتيرة النزوح وتكثيف جيش الاحتلال قصفـه الجوي، تبرز مآسي النازحين في قطاع غزة مع النقص الفادح في المواد الواسعة الاستهلاك كالخبز والمياه.
يضطر الغزيون إلى الاصطفاف في طوابير طويلة للحصول على رغيف الخبز، بعدما تحوّلت المخابز إلى هدف للطيران الإسرائيلي ودُمر أغلبها.
أما ما تبقّى منها فيعُد ساعاته الأخيرة، بعدما أشرف الوقود الذي وزّعته وكالة الأونروا على النّفاد.
ولتأمين القوت، تنهمك أم خالد بهمّة عالية في تحضير الخبز في مخيّمات النّازحين بدير البلح وسط قطاع غزة.
السيدة التي نزحت من حي الشجاعية وتركت أطلال منزلها الذي دمّره القصف الإسرائيلي، واحدة من بين أكثر من 600 ألف نزحوا بفعل العدوان الإسرائيلي الذي دخل أسبوعه الثّالث.
وبينما تشكو انقطاع الماء والكهرباء والخبز في المخابز، تلفت إلى أنها اضطرت إلى إعداد هذا الأخير بنفسها لإطعام ما يقارب 30 من النازحين.
"أصبحنا جسدًا بلا حياة"
وأزمة الخبز ليست سوى واحدة من المآسي التي يعيشها النازحون في مخيّمات خان يونس، حيث يعيش الناس بالحد الأدنى من المياه والطعام. أمّا الماء ودورات المياه فهي محنة أخرى.
وبينما تتحدث سيدة نازحة عند مدخل إحدى الخيم، عن طوابير الانتظار لاستخدام المرحاض، تقول: "أصبحنا جسدًا بلا حياة".
ولا تتوقّف المآسي عند هذا الحد، فقد أضحى الحصول على خيمة حلمًا لكثيرين، خصوصًا مع موسم البرد الّذي حلّ باكرًا في القطاع.
تقول سيدة نازحة إن الخيمة حارة في النهار وباردة ليلًا ولا إمكانية للاستحمام، مناشدة الدول العربية التحرك.
لكن على الرغم من هول الكارثة وحجم الصدمة وشحّ المساعدات وضيم الحصار الإسرائيلي، إلا أنّ درسًا آخر يقدمه الفلسطينيون، هو درس التحدّي والتّضامن في وقت عزّ فيه ذلك.