يصطف سكان قطاع غزة أمام المخابز مع القصف الإسرائيلي المستمر، والحصار الخانق الذي تشتد انعكاساته عليهم مع بدء العدوان منذ أكثر من عشرة أيام.
وتشتد الصعوبات للحصول على الرغيف، ولا يجدون ما يسدون به رمق عائلاتهم، حيث قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إنها تقدم رغيف خبز لكل مواطن في غزة إثر نفاد المواد التموينية.
العودة إلى الحطب
ولا يسمح أصحاب المخابز بإعطاء الفرد الواحد غير نصف ربطة من الخبز، حتى يتسنى إعطاء أكبر قدر من العائلات، كما أغلقت العديد منها بعد توقفها عن العمل نتيجة الشح الشديد في الطحين، وعدم دخول أي مساعدات.
وبعد انقطاع التيار الكهربائي والمياه، وعدم وجود وقود لتشغيل المولدات الكهربائية، يستخدم الخبازون الأفران التي تعمل بالحطب في خانيونس، محاولة منهم لسد حاجة السكان.
وقال مواطن فلسطيني لمراسل "العربي" في خانيونس، من أمام أحد المخابز: "لدي 6 أفراد في منزلي، ولا نملك لا غاز ولا مياه، ولا أستطيع أن أطعمهم، أين العالم؟".
وبعد عزله عن العالم، يتدهور الوضع في قطاع غزة بشكل متسارع، بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث لم يتبق سوى أيام قليلة على نفاد مخزون الغذاء.
تحذيرات من الوضع الإنساني
حذرت أربع وكالات وهيئات أممية، أمس الثلاثاء، من انهيار مختلف الأوضاع في قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي.
وقال برنامج الأغذية العالمي إن إمداداته الغذائية في غزة آخذة في التقلص، فيما أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم أن الوضع في غزة "يصبح خارج السيطرة" بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم.
بدورها، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالحق في الصحة تلالنج موفوانج، إن القطاع الصحي في غزة يجد نفسه عند "نقطة الانهيار".
من جانبها، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن من المتوقع أن تستمر احتياطات الوقود في جميع المستشفيات في غزة لمدة 24 ساعة فقط، مؤكدة أنّ "توقف المولدات الاحتياطية عن العمل سيعرض حياة آلاف المرضى لخطر جسيم".
