الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بين مماطلة نتنياهو وتحشيد واشنطن العسكري.. ما مصير مفاوضات وقف النار؟

بين مماطلة نتنياهو وتحشيد واشنطن العسكري.. ما مصير مفاوضات وقف النار؟

شارك القصة

تسعى أميركا للوساطة مع تعزيز وجودها العسكري في المتوسط، في تناقض مع التقارير التي تُفيد بممارستها ضغوطًا لتخفيف التصعيد
تسعى أميركا للوساطة مع تعزيز وجودها العسكري في المتوسط، في تناقض مع التقارير التي تُفيد بممارستها ضغوطًا لتخفيف التصعيد- إكس/ صفحة البحرية الأميركية
تُطرح تساؤلات عن تداعيات التراشق الإسرائيلي الداخلي على صفقة وقف إطلاق النار، وأسباب التحشيد العسكري الأميركي في ظل دعوة واشنطن إلى خفض التصعيد.

في مشهد متطوّر يبدو أنّه يضع المنطقة على مفترق طرق من جديد، أعلنت واشنطن عزمها إرسال قطع حربية وغواصات إلى منطقة الشرق الأوسط دعمًا لإسرائيل.

في غضون ذلك، انتقد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، قائلًا إنّ قادة الجيش والأمن يريدون الذهاب إلى "صفقة تضمن استعادة الرهائن، وتُبعد "قوات الرضوان" التابعة لـ "حزب الله" عن الحدود الشمالية مع لبنان".

وبينما يؤكد وزير الأمن رفع الجاهزية والتأهب، يُجري رئيس الأركان مشاورات أمنية للمصادقة على خطط عملياتية بشأن مختلف الجبهات.

في المقابل، ردّ نتنياهو على وزير أمنه عبر مكتب رئاسة الحكومة، قائلًا إنّ الانتصار المطلق الذي وُصف مرارًا على لسان متحدّثين إسرائيليين بأنّه وهم، "هو توجيه من نتنياهو"، متهمًا غالانت بـ"تبنّي سردية مناهضة لإسرائيل وبأنّه يُضرّ باحتمال التوصل إلى صفقة".

جولة جديدة من المفاوضات

ويأتي التراشق الإسرائيلي الداخلي قبيل أيام من التئام عقد المفاوضات من جديد في القاهرة.

ويبدو الطريق إلى ختام المفاوضات ليس سهلًا، حيث أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موقفها من البدء في مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدة استعدادها للذهاب في الجولات التالية استنادًا إلى ما تمّ الوصول إليه.

وشدّدت الحركة في بيانها، على ضرورة قيام الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه مبدئيًا بناء على رؤية الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن.

ويُحاول الوسطاء البحث في الأسئلة للعثور على إجابات تسد الثغرات التي اعتبرتها واشنطن بأنها قابلة للتفاهم.

لكن سعي أميركا الوسيط مقرون بتعزيز وجودها العسكري، وهو ما يتناقض مع التقارير التي تقول إنّ ضغوطًا تُمارس لتخفيف التصعيد.

"موقف نتنياهو هو عقدة المفاوضات"

وفي هذا الإطار، أوضح الكاتب والباحث السياسي أحمد الحيلة أنّ موقف "حماس" استند إلى تجربة غنية استمرّت لأشهر عديدة ماضية، حيث أنجزت مع الوسطاء العديد من النقاط المهمة والمراحل والتفاصيل، من اقتراحات وليام بيرنز وخطة بايدن وقرار مجلس الأمن، لكنّها تبيّن أنّ نتنياهو هو الذي يرفض التعاون ويضع مزيدًا من الشروط في كل مرحلة من مراحل التفاوض.

وقال الحيلة في حديث إلى التلفزيون العربي من اسطنبول، إنّ المشكلة والعقدة هي في نتنياهو الذي يستخدم المفاوضات كغطاء لشراء المزيد من الوقت.

"لا أحد يعوّل على نجاح المفاوضات"

بدوره، اعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري، أنّ نتنياهو غير معني بصفقة تبادل في هذه المرحلة، كما أنّ لا أحد يعوّل على نجاح هذه الصفقة، مع غياب أي تغيير جذري وجوهري في الميدان العسكري يُمكن أن يدفع نتنياهو إلى تغيير موقفه.

وقال خوري في حديث إلى التلفزيون العربي من حيفا، إنّ غالانت ونتنياهو يعانيان من غياب الثقة بين بعضهما البعض، لكنّ رئيس الوزراء لا يجرؤ على إقالة وزير أمنه في هذه الظروف وفي ظل غياب البديل له.

وأضاف أنّ نتنياهو والعديد من قادة الأجهزة الأمنية يعتبرون أنّ هناك تحولًا في المعركة لصالح الجيش الإسرائيلي، وإن كان ليس بمفهوم الانتصار الشامل الذي يتحدّث عنه، من خلال قطع الإمدادات عن المقاومة بما من شأنه أن يدفعهم إلى المرونة، وفقًا للرؤية الإسرائيلية.

"المفاوضات ستبدأ من حيث انتهت خلال الجولة السابقة"

من جهته، رأى  نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق السفير وليام روباك أنّ المفاوضات ستبدأ من حيث بدأت في الجولة السابقة، حيث ستشكل خطة بايدن الإطار الرئيسي للجولة الجديدة من المفاوضات، يُضاف إليها مقترحات لسد الفجوات بين الطرفين بطريقة نهائية.

وقال روباك في حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، إنّ واشنطن مارست خلال الأشهر الماضية ضغطًا معتدلًا على نتنياهو مع إيقاف إرسال بعض المعدات العسكرية إلى تل أبيب، ناهيك عن تغيّرات طفيفة في موقفها خلال جلسات مجلس الأمن.

إلا أن السياسي الأميركي شدد على أنه لا يُمكن التأكد من مدى فعالية هذه الضغوط وما إذا كانت بالمستوى الكافي لإجبار نتنياهو على التفاوض بطريقة أكثر جدية.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close