على الرغم من توفير الإنترنت سرعة وسهولة الوصول إلى المعلومات، إلا أن بعض الباحثين يرون أن هذه الخدمة ساهمت وما تزال تساهم في صعوبة استرجاع الذاكرة لدى الإنسان والقدرة على استدعاء المعلومات تلقائيًا في عقولنا.
ويبدّل الإنترنت من بنية العقل البشري وقدراته، فهو الخيار الأسهل للبحث عن المعلومات في أي وقت، حيث ينعكس هذا السلوك على الذاكرة، وفق خبراء، كما يضعف القدرة على التركيز على أمر واحد.
ويقدّر الباحثون حجم خسارة المعلومات فور تلقيها بـ 90% من كل شيء نتعلمه، فعندما تبدأ العقول باستيعاب معلومات جديدة، هناك مدة زمنية محدودة قبل أن تصبح هذه المعلومات عديمة الفائدة.
ويشمل ضرر الإنترنت الأطفال أيضًا، حيث يهمل أغلبهم الأنشطة الضرورية لنموهم وينشغلون معظم الوقت بالأجهزة الذكية، لذا ينصح الخبراء الآباء بالحديث باستمرار مع أولادهم حول تأثير العالم الافتراضي عليهم.
كيف نخزّن المعلومات المهمة؟
وفي هذا الإطار، أكد الاستشاري في أمراض الدماغ والأعصاب، د. أحمد خليفة، أن الذاكرة تحتاج إلى النوم حتى تتمكّن من تخزين المعلومات التي تلقاها من العين والأذن في مكتبة الدماغ أو قشرة الفص الصدغي، مشيرًا إلى أن السائل الموجود حول الدماغ يغسله من المعلومات التي لا يحتاجها، ويبقى في الذاكرة ما يهتم به الفرد.
ولفت في حديث إلى "العربي" من قطر، إلى أن التوقيت الأفضل لتلقي المعلومات والدراسة هو في الصباح الباكر، حتى تكون الذاكرة قادرة ليلاً بعد النوم على تخزين المعلومات، مؤكدًا أن الكثير من الطلاب يخطئون عند الدراسة ليلاً وهو ما ينهك الدماغ.
سلاح ذو حدين
أما الاستشاري التربوي، محمد شريف، فاعتبر أن الإنترنت مجرد أداة يستخدمها الإنسان يستطيع التحكّم بها وبتأثيرها عليه.
وأضاف شريف في حديث إلى "العربي" من قطر، أن الإنترنت هو مفتاح من مفاتيح المعرفة وليس المعرفة بحد ذاتها، لافتًا إلى أنه سلاح ذو حدين، وعلى الأهل تحويل الإنترنت إلى منظومة توجّه أولادهم وتدرّبهم على حسن استخدامها تجنبًا لأضرارها.
