الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

"غوغل" ليس طبيبًا.. الحصول على التشخيص الطبي من الإنترنت يهدد الصحة 

"غوغل" ليس طبيبًا.. الحصول على التشخيص الطبي من الإنترنت يهدد الصحة 

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "صباح جديد" تتناول سلبيات اللجوء إلى الإنترنت حصرًا لتشخيص الأمراض (الصورة: غيتي)
يعد الوهم الإلكتروني أبرز سلبيات التشخيص الرقمي، بحسب أطباء يؤكدون أن النصائح الطبية عبر الإنترنت تكون عامة وقد لا تناسب كل السائلين.

يلجأ بعض الأشخاص إلى محرك البحث "غوغل" بغية إيجاد وصفات علاجية أو تشخيص لأمراض معينة الأمر الذي يحذّر منه الأطباء. 

ويفتقد البحث في محركات البحث للدقة والمنهج العلمي في التشخيص الرقمي الذي يحتوي على مغالطات وتشابك في المعلومات والمرجعيات التي قد لا تحمل أي صفة علمية. 

ويؤكد الأطباء على ضرورة مراجعة الطبيب المختص للحصول على تشخيص طبي على أرض الواقع. فمحرك البحث "غوغل" ليس طبيبًا يشخص الأمراض ويصف العلاج اللازم. 

ويختار الأشخاص البحث عن تشخيص لحالاتهم المرضية المختلفة  لأسباب عدة منها أنه أسرع وأسهل وقد يكون بسبب الخجل والحرج من بعض أنواع الأمراض فضلًا عن العوائق المادية والخوف من زيارة الطبيب.

الوهم الإلكتروني

ويعد الوهم الإلكتروني أبرز سلبيات التشخيص الرقمي، بحسب أطباء يؤكدون أن النصائح الطبية عبر الإنترنت تكون عامة وقد لا تناسب كل السائلين فلا تتساوى الحلول بمجرد أنهم تشابهوا في بضعة أعراض. 

والتشخيص الخاطئ وصرف الوصفات العلاجية على عاتق الأفراد من السلبيات أيضًا حيث لا غنى عن الفحوصات السريرية والمخبرية. 

ويعرَّض الباحث عن مرضه عبر الإنترنت نفسه لانتهاك الخصوصية عبر نشر صور مواضع الألم من خلال مجموعات مواقع التواصل الخاصة والعامة والطبية، فضلًا عن خسارته للدعم النفسي الذي يتيحه التشخيص الطبي الواقعي.

وقد يكون هناك جانب إيجابي للبحث عبر الإنترنت وفقًا لأطباء وذلك بعد الحصول على التشخيص الصحيح مباشرة من الطبيب المتخصص للاستفادة فقط من المعرفة العلمية حول التشخيص الصحيح الذي توصّل إليه الطبيب. 

دور الطبيب المتخصص الأساسي

ويبقى محرك البحث غوغل وسيلة للمعرفة بصفة عامة لكنه حكمًا ليس طبيبًا متخصصًا يملك الإجابات الشافية التي تنقذ صحة الإنسان. 

ويؤكد أخصائي الأمراض الباطنية حسن عقّاد أن ظاهرة اللجوء لمحرك البحث للحصول على تشخيص طبي انتشرت بقوة في الفترة الأخيرة وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من شخصية الإنسان، لافتًا إلى أنها قد توصل البعض إلى مرحلة الإدمان.

وأكد عقاد في حديث إلى "العربي" على سلبيات هذا السلوك الذي يؤثر على العلاقة بين المريض والطبيب. كما أن المعلومات الكثيرة الموجودة على الشبكة العنكبوتبة قد تخيف المريض رغم أن معظمها غير دقيق.    

ويوضح أن سهولة اللجوء لمحركات البحث وسرعته وعدم صبر المريض لحجز موعد لدى الطبيب المتخصص جعل اللجوء إلى محركات البحث ظاهرة شائعة.

وقد يخجل بعض المرضى من سؤال الطبيب عن الحمل أو الرضاعة أو الصحة الجنسية أو النفسية، بحسب عقاد الذي يلفت إلى أن العائق المادي قد يحول دون زيارة البعض للطبيب. ويقول: "الإنترنت هو وسيلة سهلة مجانية متوفرة في غالبية الأوقات". 

ويشدّد أخصائي الأمراض الباطنية على ضرورة توعية الأشخاص لمخاطر الاستعانة بمحركات البحث في التشخيص الطبي. ويضيف "الإنترنت جيد لأخذ فكرة وليس للتطبيق العملي". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close