عادةً ما يشتكي الكثيرون من عدم القدرة على النوم بسبب الخلود إلى الفراش في وقت متأخر، وقد اجتهد باحثون مؤخرًا لمعرفة ماذا يحل بالدماغ البشري إذا ظلّ مستيقظًا بعد منتصف الليل.
وخلصت دراسة جديدة حملت عنوان "العقل بعد منتصف الليل"، إلى أن جسم الإنسان والعقل البشري يتبعان دورة طبيعية من النشاط لمدة 24 ساعة تؤثر على عواطف الإنسان وسلوكه.
وتوصّلت الدراسة إلى نتيجة صادمة مفادها أن الاستيقاظ حتى الساعات الأولى من الصباح، يرتبط بزيادة خطر الانتحار والتورط في سلوكيات عنيفة وتعاطي الكحول والمخدرات وزيادة تناول الطعام.
كما كشفوا أن الدماغ مبرمج مسبقًا على الاستيقاظ أثناء النهار والنوم في الليل، لكن إذا بقي مستيقظًا لفترة أطول من المعتاد، فلن يكون للخلايا العصبية الوقت الكافي للتعافي وستصاب بالتعبّ ولن تتمكّن من العمل في أفضل حالاتها سواء في تلك الليلة أو في اليوم التالي.
وتحدث الباحثون عن التأثير السلبي للسهر على الصحة مثل خطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطان والسمنة وفقدان التركيز والنسيان والاكتئاب وتضرر البشرة.
ورغم ذلك، فإن الدراسة قد لا تنطبق على جميع الأشخاص لأن البعض قد يكون أكثر انتاجًا وإبداعًا خلال الليل.
أسباب ونصائح
وأكد المختص في الأمراض الصدرية وأمراض النوم، د. محمد حسن الطراونة، على حاجة الإنسان إلى نحو 8 ساعات من النوم.
وعرّف الطراونة في حديث إلى "العربي" من عمّان، الشعور بالأرق بعدم المقدرة على الخلود إلى النوم أو استمراره، وتعود أسبابه إلى الإصابة بأمراض مزمنة أحيانًا أو بالاضطرابات النفسية، فضلاً عن ممارسة بعض السلوكيات قبل النوم مثل استعمال الهواتف الذي يصدر عنه الضوء الأزرق وبالتالي يؤثر سلبًا على إفرازات الغدة الصنوبرية لهرموم الميلاتونين الخاص بالنوم وبالتالي حدوث حالة الأرق.
وتابع أن تناول الوجبات الدسمة والمنبهات أثناء السهر ومشاهدة أفلام الرعب، تؤدي إلى تحفيز الدماغ مما يؤثر أيضًا على القدرة على النوم.
ودعا الطبيب في السياق نفسه، إلى تجنّب تناول أي أدوية مساعدة على النوم قبل استشارة الطبيب وتشخيص الحالة، مشددًا على ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات للمحافظة على ديمومة النوم مثل: الحفاظ على درجة حرارة معتدلة داخل الغرفة والتأكد من وجود الأضواء الخافتة والتخلّص من الأصوات العالية وعدم تناول الطعام قبل النوم أو اصطحاب الهواتف إلى الغرفة.