الثلاثاء 17 Sep / September 2024

تاريخ من عمليات تبادل السجناء بين روسيا والغرب.. ما قصة جسر الجواسيس؟

تاريخ من عمليات تبادل السجناء بين روسيا والغرب.. ما قصة جسر الجواسيس؟

شارك القصة

تمت عملية تبادل الأسرى بين روسيا والغرب بعد مفاوضات معقدة جرت سرًا لأكثر من عام - رويترز
تمت عملية تبادل الأسرى بين روسيا والغرب بعد مفاوضات معقدة جرت سرًا لأكثر من عام - رويترز
شهد الخميس أكبر عملية لتبادل السجناء بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، بعد مفاوضات معقدة جرت سرًا لأكثر من عام.

تعتبر عملية تبادل 24 سجينًا وقاصرَين اثنين بين روسيا والولايات المتحدة ودول أوروبية، تمت الخميس، "تاريخية".

وأطلقت روسيا سراح الصحافي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش وبول ويلان، الجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية، في إطار أكبر عملية لتبادل السجناء بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، بعد مفاوضات معقدة جرت سرًا لأكثر من عام.

وقال البيت الأبيض: إن الولايات المتحدة تفاوضت على الاتفاق المعقد مع موسكو ودول أخرى، وإن 8 سجناء محتجزين في الغرب في طريقهم إلى روسيا.

وأشاد الرئيس الأميركي جو بايدن بالاتفاق باعتباره من "منجزات الدبلوماسية وعلاقات الصداقة" وامتدح حلفاء واشنطن على "قراراتهم الجريئة والشجاعة".

أبرز عمليات تبادل السجناء بين روسيا والغرب

في ما يلي تذكير بعمليات التبادل الرئيسية التي جرت منذ الحرب الباردة بين روسيا والغرب:

  • ديسمبر 2022: لاعبة كرة السلة بريتني غرينر

تمت مبادلة نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر، بتاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت الذي كان يمضي عقوبة السجن لمدة 25 عامًا في الولايات المتحدة.

وكان قد حُكم على غرينر في أغسطس/ آب 2022 بالسجن 9 سنوات، لكونها جلبت إلى روسيا حيث كانت ستلعب مباريات لبضعة أشهر، سائل تبخير يحتوي على الحشيش.

وبعد أيام، جرت عملية تبادل أسرى كبيرة بين أوكرانيا وروسيا شملت مواطنًا أميركيًا يدعى سويدي موريكيزي.

وكانت القوات الروسية قد اعتقلته في يونيو/ حزيران 2022 شرق أوكرانيا، ووجهت إليه تهمة "المشاركة في تظاهرات مؤيدة لأوكرانيا ومناهضة لروسيا".

  • أبريل 2022: جندي البحرية السابق تريفور ريد

في أبريل/ نيسان 2022، تمت مبادلة الجندي السابق في البحرية الأميركية تريفور ريد المحكوم عليه بالسجن لمدة 9 سنوات في روسيا بتهمة العنف، بالطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو المسجون في الولايات المتحدة منذ عام 2010 بتهمة تهريب المخدرات، في إطار حرب العصابات في كولومبيا.

وجرت العملية في أحد مطارات تركيا.

وتمت إدانة ريد البالغ ثلاثين عامًا بمهاجمة شرطيين وهو في حالة سكر، الأمر الذي نفاه، مؤكدًا أن القضية "سياسية". وأضرب عن الطعام في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 احتجاجًا على ظروف احتجازه.

  • يوليو 2010: عملية تبادل تاريخية في فيينا

في 9 يوليو/ تموز 2010، كان مطار فيينا شفيتشات مسرحًا لأكبر عملية تبادل للجواسيس منذ سقوط الستار الحديدي.

فقد حطت طائرة رسمية روسية على المدرج، لحقتها بعد دقائق طائرة أميركية. وانتقلت حافلة صغيرة سوداء بنوافذ داكنة بين الطائرتين مرارًا قبل أن تقلعا بدون تأخير.

وكان على متن إحدى الطائرتَين 10 عملاء روس تم طردهم من الولايات المتحدة بينهم الشابة آنا شابمان، وهي سيدة أعمال روسية مقيمة في نيويورك كانت تجمع معلومات لحساب موسكو كجزء من شبكة "عملاء غير شرعيين". وأثارت الحياة المزدوجة التي كانت تعيشها اهتمام وسائل الإعلام.

وضمت الطائرة الأخرى 4 روس وصلوا من موسكو بينهم 3 أُدينوا بالتجسس لصالح دول غربية، أحدهم سيرغي سكريبال، الذي ستؤدي محاولة تسميمه عام 2018 في جنوب إنكلترا حيث لجأ، إلى إندلاع أزمة دبلوماسية كبيرة مع روسيا.

واتهمت العديد من الدول الغربية موسكو بأنها وراء محاولة اغتيال العميل المزدوج السابق، وهو ما نفاه الكرملين دائمًا.

  • خلال الحرب الباردة، جسر الجواسيس

وحتى نهاية الحرب الباردة عام 1991، كان تبادل الأسرى - وخصوصًا الجواسيس - شائعًا بين موسكو والغرب.

فكان التبادل بين الأميركيين والسوفيت يتم خصوصًا على جسر غلينيكي الحديدي، الذي كان يربط المنطقة الأميركية في برلين الغربية بمدينة بوتسدام في ألمانيا الشرقية فوق نهر هافيل.

وبدأت الحكاية عام 1962، عندما تمت مبادلة فرنسيس غاري باورز، وهو قائد طائرة تجسس أميركية أُسقطت فوق الاتحاد السوفيتي، بالكولونيل في الاستخبارات السوفيتية رودولف أبيل المسجون في الولايات المتحدة بتهمة التجسس.

وتم عرض القصة في فيلم عام 2015 من إنتاج ستيفن سبيلبرغ وبطولة توم هانكس باسم "جسر الجواسيس".

وفي يونيو 1985، على الجسر نفسه، حدث ما وصفه مسؤول أميركي بأنه "أكبر عملية لتبادل جواسيس" تم خلالها تبادل 4 مواطنين من أوروبا الشرقية محتجزين في الولايات المتحدة بتهمة التجسس، بـ25 عميلًا (مع عائلاتهم) يعملون لحساب دول غربية مسجونين في بولندا وألمانيا الشرقية.

لكن أهم عملية تمت على هذا الجسر كانت في 11 فبراير/ شباط 1986، مع صفقة تبادل عملاء استفاد منها المنشق السوفيتي ناثان شتشارانسكي الذي أُدين عام 1977 بتهمة الخيانة والتجسس، وأُطلق سراحه بعد سنوات في معسكرات العمل.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close