تبدو مثل جذع شجرة.. صورة مذهلة لحفرة على سطح المريخ
التقطت المركبة المدارية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية صورة مذهلة لحفرة على المريخ تشبه جذع شجرة بحلقات متحدة المركز.
والتقطت الكاميرا الموجودة على متن مركبة "إكسو مارس" في مهمتها "ترايس غاز أوربيتر" المنظر من أعلى الحفرة التي تشبه الشجرة في 13 يونيو/ حزيران الماضي، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وانطلقت المركبة من بايكونور كوزمودروم في جنوب كازاخستان عام 2016، وكانت تدور حول الكوكب الأحمر منذ ما يقرب من أربع سنوات.
أسيداليا بلانيتيا
وتمامًا مثل الحلقات الموجودة في شريحة من جذع الشجرة، تحتوي الحفرة على كسور خشنة يعتقد أنها ناجمة عن تمدد وتقلص الجليد المائي الذي يعود تاريخه على الأرجح إلى ملايين السنين.
وتقع الحفرة في السهول الشمالية من أسيداليا بلانيتيا، والتي ربما كانت في السابق موطنًا لمحيط شاسع. وتغطي أسيداليا بلانيتيا حقول من الصخور يمكن أن يصل ارتفاعها إلى عدة أمتار، مما يجعل قيادة عربة في هذه المنطقة أمرًا صعبًا.
وتوفر حلقات الأشجار لقطات لمناخ الأرض في الماضي، وعلى الرغم من أنها تشكلت بطريقة مختلفة تمامًا، إلا أن الأنماط الموجودة داخل هذه الحفرة تكشف تفاصيل عن تاريخ الكوكب الأحمر أيضًا.
ومن المحتمل أن تكون هذه الميزات ناتجة عن التغيرات الموسمية في درجة الحرارة التي تسبب دورات تمدد وانكماش للمواد الغنية بالجليد، مما يؤدي في النهاية إلى تطور الكسور. ويعتقد أن ميل محور دوران الكوكب عبر الزمن سمح للرواسب بأن تتكون.
وتمامًا كما هي الحال على الأرض، يؤدي ميل المريخ إلى زيادة المواسم، ولكن على عكس الأرض، فقد تغير ميل المريخ بشكل كبير على مدى فترات طويلة من الزمن.
برنامج "إكسبو مارس"
ويتألف برنامج "إكسبو مارس" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية من مهمتين. ووصلت الأولى "ترايس غاز أوربيتر" إلى المريخ عام 2016 وبدأت مهمتها العلمية الكاملة عام 2018.
أما الثانية، فتتألف من عربة جوالة بريطانية الصنع تسمى روزاليند فرانكلين ومنصة سطحية. ويجب أن تنطلق المهمة إلى الفضاء في سبتمبر/ أيلول 2022 من جنوب كازاخستان.
ويعتبر فهم تاريخ الماء على المريخ وما إذا كان هذا يسمح للحياة بالازدهار على الكوكب، في صميم مهمات "إكسبو مارس" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
وقالت الوكالة: "ستحفر المركبة التي تحمل اسم روزاليند فرانكلين إلى عمق مترين على السطح لأخذ عينات من التربة وتحليل تركيبتها والبحث عن أدلة على حياة مدفونة تحت الأرض في الماضي وربما حتى الحاضر".
الماء على سطح المريخ
ويُحتمل أن يحوي جوف "فاليس مارينريس"، أكبر وديان المريخ، على احتياطات ضخمة من المياه والجليد، يصل ارتفاعها إلى متر في العمق، رصدتها أداة فرند الخاصة بمسبار مريخي ذي دقة فائقة كاشفة للنيوترونات المنبعثة من التربة.
وقد رسمت الأداة خريطة للهيدروجين في أعماق التربة. وتبيّن أن معظم المياه على سطح المريخ تقع في المناطق القطبية للكوكب حيث تظل مجمدة مثل جليد الماء في أقطاب المريخ.
ويقع وادي "فالس مارينريس" جنوب خط استواء الكوكب مباشرة، حيث لا تكون درجات الحرارة عادة باردة بما يكفي لبقاء جليد الماء.