تعد مدينة تستور التونسية المطلة على سفح جبال الشمال الغربي الوارفة، وتتخذ منها مكانًا، قبلة مميزة بخبرتها وفي معمارها الأندلسي الفريد.
ولا يسعك أن تتحدث عن خصال هذه المدينة بمعزل عن أحد أكبر معالمها وأكثرها قدمًا، ألا وهو الجامع الكبير الذي يتوسط المدينة العتيقة، حيث شيد في القرن السابع عشر بعد فرار مسلمي جنوب إسبانيا إلى تونس واتخاذهم من تستور موطنًا جديدًا.
وفي حديث إلى "العربي"، يقول رئيس جمعية صيانة مدينة تستور رشيد السوسي: إن "الأندلسيين سواء كانوا يهودًا أو مسلمين فقدوا الأندلس، وغرناطة وقرطبة، وإشبيلية وملقة وغيرها عندما جاءوا إلى تستور".
وبمعالم عدة أبرزها ساعة معكوسة تدور عقاربها من اليمين إلى اليسار، صارت تستور وجهة سياحية بارزة تستقطب السياح المحليين والأجانب الراغبين في اكتشاف تاريخها.
وتقول السائحة الأميركية ديبورا: "أنا متشوقة جدًا لاكتشاف تاريخ المدينة، أعمل في مهنة المحاماة، لكنني دائمًا أهتم بالتعلم، وأحب زيارة أماكن غريبة".
مدينة تستور التونسية قبلة عدد كبير من السياح بفضل تميزها بالمعمار الأندلسي الفريد 👇#تونس تقرير: أميرة مهذب pic.twitter.com/28HF4cT0Ox
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 21, 2023
وتتميز مدينة تستور ببناء بسيط وخلاب، لكنه مشبع بالرموز والتقنية المختلفة، وبعمارة فريدة من نوعها جمعت بين حضارات عدة، وبتيجان أثرية رومانية وأعمدة من الطراز الحسيني، وزخارف أندلسية وساعة شمسية ظلت شاهدة على تاريخ الموريسكيين بناة هذه المدينة.
وحسب مراسلة "العربي"، فإن هناك تفسيرات عدة لقصة الساعة التي يمتد عمرها لثلاثة قرون أو يزيد، أبرزها رغبة بناتها لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء حنينًا للأندلس، وهو ما يجعلها دائمًا محل فضول الزائرين.
