لم توقف الدعوات الدولية رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خططه باستهداف رفح، بينما يواصل جيش الاحتلال شنّ غاراته على المدنيين في حرب مفتوحة بحق أهالي قطاع غزة في كل المناطق من الشمال حتى الجنوب.
فنتنياهو كان قد رفض مقترح هدنة في غزة في 7 من فبراير/ شباط المنصرم، وأعلن في المقابل الاستعداد للهجوم على محافظة رفح.
نتنياهو نفسه، كان قد قال في وقت سابق منذ بدء عملياته العسكرية في القطاع، إنها ستكون "منطقة آمنة" للمدنيين الذين تجمّعوا من كل أنحاء القطاع تقريبًا هربًا من القصف والغارات والقنص الإسرائيلي.
تحذيرات دولية من هجوم على رفح
في العاشر من فبراير الماضي، صدّق مجلسُ الحرب الإسرائيلي على عملية عسكرية في رفح، وهو قرار أدى إلى تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفح، إذ حذر الرئيس الأميركي جو بايدن حينها، من شن إسرائيل عملية في رفح من دون وجود خطة لحفظ سلامة المدنيين.
الموقف عينه تبناه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي نبه إلى أن أي عملية عسكرية في المحافظة ستؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة بحق المدنيين.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فشدد على أن الهجوم على رفح سيكون مدمرًا لـ1.5 مليون فلسطيني بالمحافظة.
يأتي ذلك، في وقت يعيش النازحون في رفح في بقعة لا تتجاوز مساحتها 60 كيلومتر مربع، ما يعني تكدس ما قد يتجاوز 60 ألف نسمة في الكيلومتر الواحد، حسب تقريرٍ صادر عن رئيس بلدية رفح.
تعنت إسرائيلي واستهداف المدنيين
وبالرغم من هذه الدعوات، فإن القصف استمر في جميع مناطقِ قطاع غزة، حيث استشهد 13 فلسطينيًا جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلاً بالقرب من مدرسة أبو حسين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة اليوم الأحد.
كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمحاصرة مدينة حمد شمالي خانيونس في جنوب القطاع، ومنع خروج المواطنين منها بإطلاق الرصاص وقذائف الدبابات على الأهالي.
كما قصف الاحتلال الإسرائيلي اليوم أيضًا شاحنة مساعداتٍ في دير البلح وسط القطاع ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، وهو ليس الحادث الأول بخصوص استهداف المدنيين بالقرب من نقاط توزيع المساعدات.
ففي 29 من فبراير أي قبل أيام قليلة، استهدف الاحتلال مدنيين في شارع الرشيد أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات في ما أصبح يعرف باسم "مجزرة الطحين"، ما أسفر عن استشهاد 118 فلسطينيا وإصابةِ مئات آخرين.