ذكر التقرير السنوي للبرنامج الأوروبي حول التغيّر المناخي (كوبرنيكوس)، اليوم الثلاثاء، أن السنوات الثماني الأخيرة، من 2015 إلى 2022، كانت الأكثر حرًا على الإطلاق في العالم.
وأضاف التقرير أن الحرارة في هذه السنوات تجاوزت بأكثر من درجة مئوية، معدل الحرارة المُسجّل مطلع الحقبة الصناعية.
وعلى الصعيد العالمي، حلّت السنة الماضية في المرتبة الخامسة، وترافقت مع سلسلة من الظواهر القصوى التي تُشكّل دليلًا على تداعيات الاحترار المناخي.
ورغم التأثير البارد لظاهرة "إل نينيا"، كان عام 2022 أكثر حرًا "بحوالي 1.2 درجات مئوية" من المعدل المسجّل بين 1850 و1900، قبل أن يكون للثورة الصناعية تأثير على المناخ.
وتؤكد هذه النتائج تسارع الاحترار المناخي الناجم عن النشاط البشري، في ختام سنة شهدت أيضًا موجات جفاف وفيضانات استثنائية، وزيادة كبيرة في تركّز غازات الدفيئة.
وارتفعت حرارة الأرض أكثر من 1.1 درجة مئوية منذ نهاية القرن التاسع عشر، وقد سُجّل نصف هذا الاحترار تقريبًا في السنوات الثلاثين الأخيرة، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وسجّلت مياه سطح المحيطات، التي تمتص أكثر من 90% من الحرارة المتراكمة جراء الانبعاثات الناجمة عن النشاط البشري، مستويات قياسية عام 2021، وقد زادت حرارتها بسرعة خلال السنوات العشرين الأخيرة.
وتضاعفت وتيرة ارتفاع مستوى البحار في السنوات الثلاثين الأخيرة، بسبب ذوبان الأنهر والصفائح الجليدية ما يهدد بغرق المناطق الساحلية القريبة من البحر.
الأسوأ على الإطلاق.. نسبة ذوبان الجليد في قمم جبال الألب بـ #سويسرا تبلغ مستويات قياسية وتهدد حياة السكان تقرير: نبيل أبي صعب pic.twitter.com/f3QksAhGeW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 12, 2022
كما ارتفعت حرارة البحار ما أدى إلى تداعيات مدمّرة على التنوّع البيولوجي، وعلى نصف مليار شخص يعتمدون على البحار لتأمين الغذاء وسبل العيش.
وتوقّع مكتب الأرصاد الجوية البريطانية أن يكون العام الحالي 2023 أكثر دفئًا من عام 2022 وقد يكون أحد أكثر الأعوام سخونة على الإطلاق.
ويوصي العلماء بضرورة خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45% من مستويات عام 2010 بحلول عام 2030، من أجل كبح الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية وتفادي تبعات الوصول إلى مراحل خطيرة من تغيّر المناخ.
غير أن الأمم المتحدة تُحذّر من أن معدل الانبعاثات مرشّح للزيادة بنحو 11% بحلول عام 2030، ما لم تتخذ الحكومات مسارات مغايرة.