تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا 41 ألفًا، بعد انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، مع تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد مرور أكثر من أسبوع على الكارثة.
ويحصي البلدان حجم الخسائر المادية والبشرية التي خلّفها الزلزال المدمّر الذي وقع فجر الإثنين السادس من فبراير/ شباط الجاري، حيث تجاوز عدد قتلاه في تركيا 35418 شخصًا، في حين وصل عدد القتلى في سوريا إلى 5801، ناهيك عن آلاف المصابين.
ودخلت أمس أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة عبر معبر باب السلامة الحدودي بين تركيا ومناطق سيطرة المعارضة في شمال سوريا. وتتألف القافلة من 11 شاحنة، ويأتي دخولها بعد موافقة النظام السوري على فتح معبرين آخرين شمالي البلاد لدخول المساعدات.
وانضمّ معبر باب السلامة إلى الخدمة لإدخال المساعدات إلى الشمال السوري بالتنسيق بين الأمم المتحدة والنظام السوري لكونه يربط بين ريف حلب في الشمال السوري وجنوبي تركيا، وكذلك الحال بالنسبة إلى معبر الراعي الذي بات بإمكان المساعدات أن تصل عبره إلى الشمال السوري المتضرّر من الزلزال، وهو أحد المعابر الحدودية الصغيرة بين سوريا وتركيا.
ارتفاع عدد الشاحنات الأممية التي دخلت الشمال السوري.. تفاصيل أكثر مع مراسلنا#سوريا pic.twitter.com/cf03EJDhTH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 14, 2023
دوجاريك لـ"العربي": تحرّكنا بأسرع ما يمكننا
وفي السياق، قال المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في تصريحات لـ"العربي"، إنّ 84 شاحنة دخلت من معبر باب الهوى بينما دخلت 11 شاحنة من معبر باب السلامة، منذ أن ضرب الزلزال مناطق الشمال السوري.
وقال دوجاريك: "نفهم ونقدّر الإحباط الذي يعاني منه ضحايا الزلزال السوريون. تركيز الأمين العام للأمم المتحدة ينصبّ على إيصال المساعدات لمن يحتاجها. فعليًا دخلت 84 شاحنة من معبر باب الهوى، و11 شاحنة من معبر باب السلامة".
وأضاف: "تحرّكنا بأسرع ما يمكننا لكن كانت هناك الكثير من المشكلات تتعلق أساسًا بخطوط الإمدادات".
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: تحركنا بكل سرعة لإيصال المساعدات للمناطق المنكوبة في #سوريا ولكن عانينا من مشاكل في خطوط الإمداد#للخبر_بقية@StephDujarric pic.twitter.com/wWBAVGlxxe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 14, 2023
إلى ذلك، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء طارئًا لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا على مدى ثلاثة أشهر.
وقال غوتيريش: "في أعقاب الزلزال مباشرة، قدّمت الأمم المتحدة 50 مليون دولار من خلال الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، لكن الاحتياجات هائلة لما يقرب من خمسة ملايين سوري بما في ذلك المأوى والرعاية الصحية والغذاء والحماية".
وأضاف: "الطريقة الأكثر فعالية للوقوف مع الناس هي من خلال توفير هذا التمويل الطارئ".
عمليات الإنقاذ مستمرّة
وعلى صعيد عمليات الإنقاذ، انتشلت فرق الإنقاذ تسعة ناجين من تحت الأنقاض في تركيا بعد مرور أكثر من أسبوع على الزلزال المدمر، في الوقت الذي تحاول فيه السلطات التركية تركيز جهود الإغاثة على مساعدة الأشخاص الذين يعانون الآن تحت وطأة البرد القارس بدون مأوى أو طعام كافٍ.
ومن بين ما تمّ إنقاذهم شقيقان يبلغان من العمر 17 و21 عامًا انتشلهما رجال الإنقاذ من تحت أنقاض مبنى سكني في محافظة كهرمان مرعش وامرأة أنقذت من تحت أنقاض مبنى في مدينة أنطاكيا في جنوبي تركيا.
لكن على الرغم من هذه المعجزات، أصبحت احتمالات انتشال ناجين من تحت الأنقاض شبه معدومة.
وفي الظروف الراهنة تعطى الأولوية لتوفير الرعاية لمئات الآلاف بل ملايين الأشخاص الذين دمّرت منازلهم في الزلزال.
والثلاثاء قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب اجتماع للحكومة: "لقد لبّينا احتياجات إيواء 1,6 مليون شخص. نحو 2,2 مليون تم إجلاؤهم أو غادروا المحافظات (المتضررة) طوعًا".
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من سبعة ملايين طفل يعيشون في مناطق متضررة من جراء الزلزال بواقع 4,6 ملايين في تركيا و2,5 مليون في سوريا.