الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

تجربة نيقولاوس فان دام السورية.. ماذا يقول عن دور روسيا ونشوء تنظيم الدولة؟

تجربة نيقولاوس فان دام السورية.. ماذا يقول عن دور روسيا ونشوء تنظيم الدولة؟

شارك القصة

يتحدث الدبلوماسي نيقولاوس فان دام عن نظرته إلى كل من النظام والمعارضة في سوريا والدور الروسي وأسباب نشوء تنظيم الدولة، إضافة إلى فرص الحل (الصورة: فيسبوك)
انطلاقًا من تجربته في سوريا، يتحدث الدبلوماسي الهولندي نيقولاوس فان دام عن الحوار بين المعارضة والنظام، وعن أسباب نشوء تنظيم الدولة والدور الروسي.

في إطلالته الثالثة ضمن سلسلة حلقات برنامج "وفي رواية أخرى"، يتطرق الدبلوماسي والأكاديمي والمبعوث الهولندي السابق إلى سوريا نيقولاوس فان دام عن محطات أساسية في سوريا وعن محاولات وقف دوامة العنف والتوسط في الحوار بين النظام والمعارضة.

ويتحدث فان دام في البرنامج الذي يقدمه الزميل بدر الدين الصائغ عن موقفه المعارض خلال الأزمة لإغلاق دول عربية وغربية سفاراتها في دمشق وقطع علاقاتها مع النظام السوري، لافتًا إلى أن هكذا خطوات توقف عملية تبادل الآراء، ومعتبرًا أن هذا الأمر هو أسوأ ما يمكن أن يحصل.

فان دام الذي أكد أن خطوات مماثلة لا تعود بأي فائدة، ذكّر بأن العلاقات العراقية الإيرانية بقيت قائمة على الصعيد الدبلوماسي خلال الحرب بين البلدين على مدى 7 سنوات.

وعبّر عن اقتناعه بضرورة استمرار الحوار والاتصالات بين الدول في جميع الظروف، معتبرًا أن نتيجة ما حصل في سوريا كانت مأساة وخسارة كبيرة خصوصًا لناحية عدد الضحايا.

"الواقعية"

فان دام الذي أكد أنه تفهم موقف المعارضة برفض الحوار مع النظام، لفت إلى أنه كان من "الواقعية" والأسلم الأخذ بعين الاعتبار أن النظام كان الطرف الأقوى.

وحول موقفه الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، قال: "هذا التدخل الهادف لإسقاط النظام نتائجه سلبية جدًا، وإذا نجح في تحقيق هدفه فهناك مسؤولية مترتبة عليه عما سيجري في ما بعد".

اعتبر نيقولاوس فان دام أن التدخل الروسي في سوريا أنقذ النظام
اعتبر نيقولاوس فان دام أن التدخل الروسي في سوريا أنقذ النظام - غيتي

وشدد على أن الدول التي تتدخل عسكريًا في دول أخرى كالولايات المتحدة تنسحب في ما بعد من دون إيجاد حل، على غرار ما حصل في العراق الذي يغيب عنه الاستقرار والازدهار بعد 20 عامًا على التدخل العسكري فيه.

ورأى أن الدول التي أيدت المعارضة السورية على الصعيد العسكري لم تقم بهذا الأمر بشكل كافٍ، وقال إنهم "أعطوا المعارضة تخيلات غير واقعية".

وعن اتهامه ودبلوماسيين آخرين من قبل المعارضة بالتعاطف مع نظام الأسد يقول فان دام: "هذا غير صحيح، وعندما كنت مبعوثًا خاصًا لسوريا كانت لدي علاقات كثيرة مع المعارضة في اسطنبول وكنت أنصحهم بالواقعية، خصوصًا أن الحوار الفاشل أفضل من الحرب".

توصيف النظام السوري والمعارضة

وحول نظرته للنظام السوري يقول: "نجح في الاستمرار في السلطة، وهو نظام ديكتاتوري ارتكب جرائم عديدة ليس فقط خلال الثورة التي بدأت عام 2011 بل في سنوات ماضية أيضًا على غرار ما حصل في مجزرة حماة عام 1982، إضافة إلى مجازر أخرى في تدمر وجسر الشغور".

أما بالنسبة لتقييمه للمعارضة السورية، فيتحدث عن وجود معارضات عديدة، ويرى أن هناك تعددًا في الآراء داخلها. ويقول: "كنت أؤيدهم وفي الوقت نفسه، أنصحهم بأخذ الواقعية في عين الاعتبار وبأن يوحدوا صفوفهم لكن ذلك لم يحصل".

وعن القول إن "تنظيم الدولة" صناعة المخابرات السورية لتشويه صورة المعارضة، يرى فان دام أن هذا التنظيم هو نتيجة لإسقاط نظام صدام حسين في العراق، معتبرًا أن تصرفات الأميركيين والبريطانيين وخصوصًا مع المساجين في سجن أبو غريب وغيره شجعت بطريقة معينة غير متعمدة على قيام التيارات المتطرفة على غرار تنظيم الدولة.

وأكد أن "الاحتلال الأميركي والبريطاني للعراق أعطى الفرصة لإيران أيضًا لتوسع نفوذها في كل المنطقة".

نشوء "تنظيم الدولة" والدور الروسي في سوريا

وقال إن "النظام السوري استغل فرصة وجود داعش لتصفية آخرين"، متحدثًا عن تهديد النظام أهالي السَّلَميَة على سبيل المثال بالسماح لداعش بالدخول إلى مدينتهم بحال عدم تعاملهم مع النظام.

واعتبر أن الروس "نوعًا ما" أنقذوا النظام السوري، خصوصًا أن النظام كان بفترة ما قبل هذا التدخل في سبتمبر/ أيلول 2015 "يترنح"، معتبرًا أنه كانت هناك فرصة للحل السياسي قبل الدخول العسكري الروسي في سوريا.

وعن علاقته بالمعارضة عندما كان مبعوثًا خاصًا لهولندا إلى سوريا، يؤكد نيقولاوس فان دام أنها كانت ممتازة حيث تخللها زيارات عديدة وحوار، لافتًا إلى أن وظيفته من الناحية الرسمية كانت تتمثل بتأييد هذه المعارضة سياسيًا.

وردًا على سؤال حول أسباب فشل جهود الأمم المتحدة إلى سوريا، قال فان دام إن هذه الجهود كانت تحتاج لتعاون من مختلف الأطراف من أجل إنجاحها وهذا ما لم يحصل من قبل النظام، معتبرًا أن تعاون النظام مع قرارات الأمم المتحدة في تلك الفترة كان يصب في مصلحة المعارضة.

وأكد أن الأمم المتحدة تعتمد عادة على المجموعة الدولية التي لها سلطة داخل المنظمة الأممية، مشددًا على أن هذا الأمر يحتم على أي مبعوث الدولي أن يكون محايدًا وألا يخرج عن القرارات الأممية.

فان دام الذي رأى أن فرصًا عدة ضاعت للحل في بداية الأزمة السورية، خلُص إلى أن الحل المثالي لهذه الأزمة غير موجود.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close