الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

حافظ الأسد وتصفية المنافسين.. نيقولاوس فان دام يتحدث عن تفاصيل حكم البعث

حافظ الأسد وتصفية المنافسين.. نيقولاوس فان دام يتحدث عن تفاصيل حكم البعث

شارك القصة

يتحدث الدبلوماسي الهولندي السابق نيقولاوس فان دام لبرنامج "وفي رواية أخرى" عن قراءته لتاريخ سوريا منذ استلام حزب البعث مقاليد الحكم ووصول حافظ الأسد إلى السلطة.
قدم نيقولاوس فان دام قراءته لتاريخ سوريا منذ استلام حزب البعث مقاليد الحكم سنة 1963 ووصول حافظ الأسد إلى السلطة بعد أن نحى كل رفاقه.

شغلت الثورة السورية منذ انطلاقتها قبل 12 عامًا بال باحثين ومؤرخين كثيرين، ممّن ألّفوا مئات الكتب ونشروا مئات الدراسات في محاولة لدراسة أسبابها وتقييم مساراتها واستشراف مآلاتها.

وبينما أخفق البعض في فهم تفاصيل تلك الثورة، برز آخرون ممن أثبتوا قدرة متميزة على رصد تعقيداتها وتشعباتها. 

من بين هؤلاء الدبلوماسي والأكاديمي والمبعوث الهولندي السابق إلى سوريا نيقولاوس فان دام الذي قدّم لبرنامج "وفي رواية أخرى" قراءته لتاريخ سوريا منذ استلام حزب البعث مقاليد الحكم سنة 1963 ووصول حافظ الأسد إلى السلطة بعد أن نحى كل رفاقه.

فخبرة فان دام ذات العقود الستة مكّنته كأكاديمي ومن ثم كدبلوماسي أن يكتسب معرفة عميقة ودقيقة في الشأن السوري على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والطائفية والعرقية واللغوية.

وقد لخص كل تلك المعرفة في كتابين مرجعيين هما "الصراع على السلطة في سوريا" الذي صدر عام 1979 و"تدمير وطن" الصادر عام 2017.

الزيارة الأولى لسوريا

وفي الحلقة الأولى ضمن سلسلة الحلقات التي تستضيف الدبلوماسي الهولندي من تقديم بدر الدين الصائغ، يتحدث السفير فان دام عن موازين القوة داخل نظام البعث ودور العامل الطائفي في ذلك.

لقاء بين نيقولاوس فان دام وقادة حزب الكردي الديمقراطي في العراق
لقاء بين نيقولاوس فان دام وقادة حزب الكردي الديمقراطي في العراق

ويروي فان دام أنه زار سوريا لأول مرة عام 1964 وذلك لمعرفة المزيد عن العالم العربي، لافتًا إلى أنه درس اللغة العربية كما والده من قبله.

ويقول إنه دخل حينها من تركيا عبر معبر باب الهوى حيث تجول في أسواق حلب، ومن ثم بات ليلتين في بلدة كفر كرمين بناء على دعوة من قبل شاب، لافتًا إلى أنه لمس حينها للمرة الأولى الضيافة الكريمة للسوريين.

ومن ثم سافر فان دام إلى العاصمة دمشق وتدمر ومنها إلى لبنان والأردن والضفة الغربية، حيث يشير إلى أنه تعلم الكثير خلال هذه الرحلة.

وفي العام 1970 قرر العيش في سوريا لمدة سنة لكتابة أطروحتين، الأولى حول تاريخ حزب البعث، والثانية عن أيديولوجية هذا الحزب.

التجربة الدبلوماسية في لبنان والعراق

وبعد دراسته كان لفان دام الحظ في دخول الخارجية الهولندية ما فتح له المجال في العمل بالبلدان التي يهتم بها، وبدأ عمله الدبلوماسي في لبنان والأردن وفلسطين وبعدها ليبيا والعراق، وكذلك في دول أخرى منها تركيا وألمانيا وإندونيسيا، قبل أن يتم تعيينه مبعوثًا خاصًا إلى سوريا.

وتحدث عن عمله كقائم بأعمال هولندا في السفارة لدى لبنان إبان الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي، حيث روى أن في إحدى المرات أطلقت القوارب الإسرائيلية النار والقنابل على منزله في منطقة عين المريسة ما أدى إلى تضرره، إلا انه نجا من الحادثة.

وبسبب الأخطار، قرر حينها نقل السفارة الهولندية من بيروت إلى منطقة آمنة أكثر في جبل غربي العاصمة، مشيرًا إلى أنه كان أمام مسؤولية كبيرة في حينه.

أكد نيقولاوس فان دام أن هولندا لم تقف إلى جانب أي طرف في الحرب العراقية الإيرانية
أكد نيقولاوس فان دام أن هولندا لم تقف إلى جانب أي طرف في الحرب العراقية الإيرانية

كما تطرق إلى عمله كسفير في العراق أواخر الحرب العراقية الإيرانية في يوليو/ حزيران من عام 1988 وكذلك اجتياح الكويت.

وأكد أن العراق في حينه كان يعاني اقتصاديًا، لافتًا إلى أن هولندا لم تكن صديقة لإيران إلا أنها لم تقف إلى جانب طرف ضد الآخر، نافيًا بيع بلاده أي أسلحة لطهران أو العراق.

فان دام أوضح أن بلاده شاركت في التحالف الدولي لتحرير الكويت بطريقة رمزية، مشيرًا إلى أن هولندا أيدت عملية عاصفة الصحراء في حينه.

حافظ الأسد وتصفية المنافسين

ويؤكد فان دام أنه التقى رئيس النظام السوري الراحل حافظ الأسد مرتين بينما كان يرافق وزير الخارجية الهولندي عامي 1979 و1881، لافتًا إلى أن اللقاءات كانت طويلة حيث كان يشرح لهم سياسة سوريا.

ويقول إن "سياسة الأسد تجاه إسرائيل كانت إستراتيجية وسعى إلى توازن في القوى وتحالفاته كانت دائمًا لمصلحة هذه السياسة".

ضباط كحافظ الأسد وصلاح جديد كانوا يحكمون البلاد من خلف الستارة أيام أمين الحافظ
فان دام: ضباط كحافظ الأسد وصلاح جديد كانوا يحكمون البلاد من خلف الستارة أيام أمين الحافظ

وعن انطباعه عن الأسد، يقول فان دام إنه كان يركز على القومية العربية أكثر من الاشتراكية، لافتًا إلى أنه تمكن تدريجيًا من تصفية جميع المنافسين نظرًا إلى أنه كان يملك قاعدة قوية من الضباط الموالين له.

وشرح أنه حتى في مرحلة حكم أمين الحافظ لسوريا كان ضباط بعثيون مثل حافظ الأسد وصلاح جديد يحكمون البلاد من خلف الستارة.

وردًا على سؤال، يؤكد الدبلوماسي الهولندي السابق أن مسألة الطائفية كانت مختلفة قبل حكم البعث في سوريا حيث كان للضباط السنّة في فترة "الانفصال" الدور القيادي، لكن بعد استلام البعث للسلطة باتت الطائفية مسألة مهمة للغاية على حد تعبير فان دام.

وقال إن المجتمع السوري انقلب بعد 8 آذار/ مارس 1963 حيث بات أهل الريف أو الفقراء في القيادة كما بات العلويون في الحكم. 

وأضاف: "أراد البعث بعد استلامه الحكم ملء الشواغر من الضباط بآخرين فأدخلوا علويين ودروزًا، لكن البدلاء لم يكونوا مقتنعين بمبادئ البعث".

وحول الحديث عن وجود "فيسفساء طائفي واجتماعي ومتنوع في سوريا" في أيام حكم البعث، يقول فان دام إن هذا الأمر "أسطورة"، مشددًا على أن الطائفية تشكل معضلة في سوريا خصوصًا لناحية اتهام أهل السلطة باستغلال تلك الطائفية للاحتفاظ بسلطتهم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close