يحرص الكثيرون على اتباع نظام غذائي صحي خلال شهر رمضان يخوّلهم خسارة الوزن غير المرغوب، ليس فقط بفضل الانقطاع لساعات عن تناول الطعام، بل أيضًا للعناية التي تولى بمائدة الشهر الفضيل.
وفيما يتحقق المبتغى لمن يواظب على استهلاك الكمية الموصى بها من السعرات الحرارية، والابتعاد عن المأكولات الدسمة والمشروبات الغنية بالسكر، يتعرض البعض في عيد الفطر لـ"انتكاسة" غذائية لما تذخر به هذه المناسبة من حلويات، وما تُقام خلالها من مآدب.
حتى أن من هؤلاء من يفقد السيطرة أمام ما لذّ وطاب، فيلتهم كميات كبيرة من الطعام تتسبّب له بالتخمة وتضعه أمام خطر اكتساب الوزن.
"أصغوا إلى أجسادكم"
وفي هذا الصدد، يشدد استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير الدكتور عبدالله المواس على وجوب الإصغاء إلى جسدنا متى أخبرنا بوجوب التوقف عن تناول الطعام.
وفيما يقرّ في حديثه إلى "العربي" بأن المأكولات التي تقدّم في الأعياد بصورة عامة تكون شهية ودسمة جدًا، وتحتوي على كمية كبيرة من الدهون والمواد السكرية، يلفت إلى أن الناس الذين يكونون في هذه المناسبات مبتهجين، يميلون إلى تناول تلك الأطباق بشكل أكبر، وعادة ما يزيد وزنهم.
وينبّه إلى أن من يعانون من أمراض معيّنة مثل داء السكري وارتفاع الضغط الشرياني وأمراض الكلى أو الكبد قد يتأثرون أيضًا، وعليهم أن يكونوا يقظين جدًا لما يأكلونه.
وينصح الجميع ليس فقط في فترة الأعياد فحسب، بل بصورة دائمة، بتناول الوجبات الثلاث؛ الفطور والغداء والعشاء وعدم تفويت أي منها. أما الحلويات فينبه إلى وجوب تناولها باعتدال.
لكن ماذا عن هذه الوجبات في عيد الفطر بعد التغييرات التي فرضها شهر الصيام؟
في البداية، يُنصح بتناول الوجبات الأساسية خلال أيام العيد في أوقات قريبة من مواعيد الفطور والسحور، ليتم بعد ذلك العودة تدريجيًا إلى المواعيد العادية.
وفي ما يخصّ وجبة الفطور في أول أيام العيد، فيجب ألا تحتوي على أصناف دسمة، ولا سيّما وأن المعدة تحتاج إلى الوقت للعودة إلى النظام الغذائي الطبيعي.
إلى ذلك، يوصى بالاعتدال في تناول اللحوم، حيث يواجه الجسم صعوبة في هضم كميات كبيرة منها. ومن المعلوم أن عملية هضم البروتينات ينتج عنها اليوريا وحمض اليوريك، ما يؤثر على الكلى بشكل سلبي. أما العشاء، فلا بد أن يكون خفيفًا.
وبشأن الحلويات، التي تُعد جزءًا من الضيافة العربية في عيد الفطر، فلا بد من تجنب تناول كميات كبيرة منها لتلافي كل من الإرباك الذي يصيب الجهاز الهضمي وارتفاع نسبة دهنيات الدم.
وفي هذا الشأن، يشير موقع "كل يوم معلومة طبية" إلى أهمية الحرص على تجنب الوقوع في فخ الكعك، واقتصار الكمية التي يتم تناولها من الحلويات في اليوم على 100 غرام كحد أقصى.
ويدعو إلى اختيار حلويات يدخل في تكوينها قطع فواكه طازجة، حيث تُعتبر فائدتها الغذائية أكبر من الكعك.
من ناحيتها، تدعو أخصائية التغذية رولى غدار عبر حسابها في تطبيق إنستغرام، المتابعين إلى التركيز خلال العيد على خلق ذكريات مع العائلة والأحباب، وعدم صبّ كل التفكير بالأكل.
وتؤكد أن من حق المرء أكل المعمول، داعية إلى تناوله بمهل ووعي والتواصل مع إشارات الجسم.
وتنبه إلى وجوب عدم التخطيط لبدء حمية غذائية مباشرة بعد العيد، لأن هذا الأمر سيدفع الشخص إلى التهام كميات أكبر من الطعام خلاله، وتدعو إلى إعطاء الجسم كفايته من التغذية اليوم وفي كل يوم.
يُذكر أن ممارسة التمارين الرياضية لا تسقط من روتين أيام العيد، ولا سيما وأنها تبعد عن المحتفين الشعور بالكسل والخمول والرغبة في الأكل بشراهة.