أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، أن الحرب الحديثة غير ممكنة بدون المسيرات مؤكدًا أن القوات الروسية تستخدمها "بقوة" في العملية العسكرية في أوكرانيا.
كما أشار بوتين إلى أن بلاده تعد أكبر اقتصاد في أوروبا، رغم تعرضها لضغوط من كل اتجاه.
أساليب الحرب الحديثة
في التفاصيل، فقد نقل مراسل "العربي" تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع له مع رجال الأعمال في الشرق الأقصى.
وأشار الرئيس الروسي خلال حديثه إلى أن استخدام بلاده للطائرات المسيرة الهجومية والاستطلاعية الروسية الصنع، يتم بشكل فعّال خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وتوجه بوتين لرجل أعمال مشارك في إنتاج الطائرات بدون طيار بالقول: "إن المنتجات التي تقدمها أنت وزملاؤك معروفة للجميع ومطلوبة بشدة، الطائرات الهجومية وطائرات الاستطلاع بدون طيار، تستخدم بفعالية كبيرة".
كما لفت إلى أن "هذه إحدى أساليب الحرب الحديثة، التي تنسق جميع الأساليب الأخرى خلال التعامل المتبادل ما بين أنواع وفروع القوات المسلحة، وتربط الكثير من الأشياء، وتجعلها أكثر فعالية سواء لناحية الهجوم المضاد أو الاستطلاع".
وشدد بوتين على أن "هناك الكثير من المهام، لذلك من الضروري هنا أن نتقدم على العدو، وأن نسبقه بخطوة".
أكبر اقتصاد في أوروبا
من جهة ثانية، علّق الرئيس الروسي على أداء بلاده الاقتصادي خلال الاجتماع في مدينة خاباروفسك أقصى شرق روسيا.
وأشار بوتين إلى أن بلاده أكبر اقتصاد في أوروبا رغم جميع الضغوط التي تتعرض لها من كل اتجاه، كما رجّح أن يقوم البنك المركزي الروسي بخفض سعر الفائدة مع مرور الوقت حيث يبلغ حاليًا 16%.
وأضاف الرئيس الروسي: "أعتقد أن سعر الفائدة الحالي للبنك المركزي مؤقت وسيتغير هذا عندما يتم حل القضايا المتعلقة بالتضخم. خطوة البنك بشكل عام تهدف إلى مكافحة التضخم وأعتقد أننا سنحقق الهدف".
كذلك، أوضح بوتين أن الدول الأجنبية تمارس ضغوطًا على روسيا، وقال: "يبدو أنهم يحاولون خنقنا من كل جانب ونحن نتعرض لضغوط. ومع ذلك، فإننا أكبر اقتصاد في أوروبا، فقد تركنا ألمانيا وراءنا وصعدنا إلى المركز الخامس في العالم".
وتطرق في هذا الإطار، إلى أن روسيا تقدمت على أوروبا بأكملها من حيث مؤشر القوة الشرائية، مع مواصلة جهود الارتقاء بنصيب الفرد من الدخل القومي.
"أوقات صعبة" لبيلغورود
وفي سياق منفصل، أكّد فياتشيسلاف غلادكوف حاكم بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا اليوم الخميس خلال معرضٍ في موسكو أن منطقته تمرّ بـ"أوقات صعبة" جرّاء القصف الأوكراني الأخير عليها.
فقد تحدّث غلادكوف عن أن "منطقة بيلغورود تمرّ بأوقات صعبة"، وأن المدارس القريبة من الحدود تحولت إلى التعلم عن بعد بسبب التهديد بمزيد من الهجمات وتدمير المنازل.
واستكمل الحاكم حديثه بالقول: "ما تحمّله سكان بيلغورود وما زالوا يتحمّلونه، لا يستطيع الجميع تحمله جسديًا"، منوّهًا إلى أن "الجميع خائف، لكن أن تجلس وحدك وتخاف بمفردك يختلف عن التعامل مع هذه المحنة بشكل جماعي".
وتتعرض بيلغورود لضربات أوكرانية متزايدة في الأسابيع الأخيرة، مما دفع المسؤولين المحليين إلى إجلاء مئات السكان وتأجيل العودة إلى المدارس بينما غادر عدد كبير من السكان المحليين إلى مناطق أكثر أمانًا.
ولطالما حاول الكرملين التأكيد أن الحرب في أوكرانيا لا تؤثر على الحياة اليومية في روسيا ولا تهدد سلامة مواطنيها، ولكن مع استئناف الجيش الروسي قصفه المكثف على المدن الأوكرانية، زادت قوات كييف من ضرباتها على الأراضي الروسية مستهدفة خصوصًا بيلغورود الحدودية.