يستخدم 77% من المواطنين العرب الإنترنت بتفاوت في المنطقة العربية، في ارتفاع جوهري خلال العام المنصرم مقارنة بالسنوات السابقة، وفق ما سجله المؤشر العربي في أكبر استطلاع للرأي العام أجراه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة.
واستجوب المركز أكثر من 33 ألف شخص في 14 دولة ضمن استطلاع شامل، خصص جزء منه لوسائل التواصل الاجتماعي وعادات استخدامها في الدول العربية.
وفي هذا الصدد، يوضح المدير التنفيذي للمركز العربي للأبحاث محمد المصري أن هناك انقسامًا في الرأي العام العربي تجاه وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يستخدم العرب هذه الوسائل، لكنهم يعتقدون أنها أصبحت مكانًا للشائعات.
ووجد استطلاع "المركز العربي" أن مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية يعتمدون على أجهزة محمولة، كما أن 90% منهم لديهم حسابات على منصات التواصل الاجتماعي وفي مقدمها فيسبوك بـ86%، و81% لتطبيق واتساب.
وتعكس هذه النتائج استخدامات منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، بحيث أن 36% من المستجوبين قالوا إنهم يستخدمونها بغرض التواصل مع الأقارب والأصدقاء.
ونظرًا لأهميتها، حظيت وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الإنترنت بقسم كامل في المؤشر العربي 2022، ضمن قضايا ومواضيع أخرى كان من أبرزها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للدول العربية.
وفي أضخم وأحدث استطلاع للآراء والاتجاهات في العالم العربي، يختلف المستجوبون العرب، وينقسمون بين من يرون أن بلدانهم العربية تسير في اتجاه خاطئ، ومن يعتقدون أنها تتقدم بمسار صحيح، لكن مواقفهم من قضايا الديمقراطية ووحدة شعوب المنطقة والقضية الفلسطينية ثابتة لم تتغير منذ إطلاق المؤشر العربي للاستطلاع قبل عقد كامل.
"انتشار الإنترنت في العالم العربي"
وفي هذا الإطار، يشير الباحث المتخصص في الإعلام الرقمي حمدة خشتالي، إلى أن المنطقة العربية لديها فرص كبيرة لانتشار الإنترنت بشكل أكبر، وأن نسبة مستخدمي الإنترنت في العالم العربي البالغة 77%، قابلة للزيادة في السنوات القادمة، خاصة في منطقة المغرب العربي ووادي النيل،
ويضيف أن من أسباب زيادة نسبة مستخدمي الإنترنت هي انتشار الأجهزة المحمولة وباقات الإنترنت وغيرها من الوسائل التي تعزز استخدام الإنترنت في ظل الرقمنة والتطبيقات التي تدفع المستخدمين لاستعمال شبكة الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.
وفي حديث إلى "العربي"، يوضح خشتالي أن انخفاض نسبة الذين يثقون بالأخبار من منصات التواصل الاجتماعي يعود إلى انتشار الأخبار الكاذبة.
ويلفت إلى أن هناك مؤشرات فيها نوع من التناقض، مبينًا أن 42% فقط يثقون بالأخبار من منصات التواصل الاجتماعي ولكن في الوقت نفسه 75% منهم يعتمدون عليها لاستقاء الأخبار والمستجدات، وذلك بسبب سهولة الوصول إلى المنصات لذلك فهم يواصلون أخذ المعلومات منها، لكن لا يثقون في مصداقيتها.
ويردف خشتالي أن المصداقية ربما تتفاوت من المصادر الموثوقة كالمنصات الإعلامية أو المذيعين أو الإعلاميين المعروفين، وبين المؤثرين الذين رغم أنهم يحظون بنسبة متابعة مرتفعة إلا أن نسبة الثقة في ما يتداولونه من أخبار هي الأضعف.
وحول الحلول حيال الشائعات والأخبار الكاذبة، يشدد على ضرورة أن تتحمل منصات التواصل الاجتماعي مسؤوليتها، أو البحث عن وسائل أخرى بديلة لتفادي هذه المشاكل.
