الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تحذيرات من سياسة موسكو.. اختلافات كبيرة بين روسيا والناتو حول أوكرانيا

تحذيرات من سياسة موسكو.. اختلافات كبيرة بين روسيا والناتو حول أوكرانيا

شارك القصة

رأى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أن إعادة تشكيل الكتلة الجيوسياسية السوفياتية في أوروبا ومحاولة الفصل بين الولايات المتحدة وأوروبا هو بمثابة أهداف غير مقبولة
رأى ستولتنبرغ "مؤشرًا إيجابيًا" في تمكن الطرفين من الجلوس معًا وفي إحياء منصة مجلس ناتو-روسيا (غيتي)
رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنه من المستحيل لأعضاء الحلف البالغ عددهم 30 الموافقة على المطالب الجوهرية لموسكو المتعلقة بنظام أمن جديد في أوروبا.

واجهت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون اليوم الأربعاء، عقبة خلال المحادثات مع موسكو في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل سعيًا لتجنب نزاع جديد في أوكرانيا.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في ختام اجتماع استمر نحو أربع ساعات في مقر الحلف مع مساعد وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو: "ثمة اختلافات رئيسة بين الحلفاء وروسيا حول هذه المسائل".

وأضاف بأنه سيكون من المستحيل لأعضاء الحلف البالغ عددهم 30 الموافقة على المطالب الجوهرية لموسكو المتعلقة بنظام أمن جديد في أوروبا، وشدد خصوصًا على أنه لن يكون لروسيا حق تعطيل انضمام أوكرانيا المحتمل للحلف في نهاية المطاف.

وكانت حكومة الرئيس فلاديمير بوتين قد قدمت للغرب لائحة من المطالب تتضمن استبعاد ضم أعضاء جدد مثل أوكرانيا وجورجيا وفنلندا على ضفته الشرقية وطالبت بقيود على انتشار قوات الحلف في جمهوريات سوفياتية سابقة انضمت للحلف بعد الحرب الباردة.

ورأى ستولتنبرغ "مؤشرًا إيجابيًا" في تمكن الطرفين من الجلوس معًا وفي إحياء منصة مجلس ناتو-روسيا وفي أن أعضاء الحلف دعوا روسيا للموافقة على سلسلة من المباحثات لمناقشة مسألة مراقبة التسلح و"العديد من المسائل لمنع نزاع مسلح جديد".

وأوضح بأن "موسكو لم تكن في وضع يخولها الموافقة على ذلك المقترح، وفيما لم يرفضوه إلا أن الموفدين الروس أوضحوا بأنهم يحتاجون بعض الوقت للعودة إلى حلف الأطلسي مع الرد".

غير أن ستولتنبرغ نبه إلى أن روسيا لن تكون مخولة تعطيل أي مسعى من أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، داعيًا إلى "خفض التصعيد" في ما يتعلق بالتعزيزات العسكرية الروسية عند حدود جارتها.

وقال: "أوكرانيا دولة ذات سيادة ولها حق الدفاع عن نفسها، أوكرانيا لا تمثل تهديدًا لروسيا"، وأضاف: "روسيا هي المعتدي، روسيا هي من استخدم القوة ويستمر في استخدام القوة ضد أوكرانيا".

وتابع: "وهم يحشدون نحو 100 ألف عنصر ومدفعية ومدرعات ومسيّرات وعشرات آلاف الجنود الجاهزين للقتال مستخدمين خطاب تهديد، هذه هي المشكلة".

ووافقت موسكو على إعادة إحياء مجلس الناتو-روسيا وهو هيئة استشارية أُنشئت عام 2002 وعُلّقت أعمالها في يوليو/ تموز 2019.

لحظة الحقيقة

وجرت محادثات بين روسيا والناتو عام 2019، لكن التعاون العملي بين الفريقين توقف عام 2014 بعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية وضمّها إليها.

وسُحبت البعثة الدبلوماسية الروسية لدى الناتو في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد طرد 8 أعضاء منها تشتبه القوى الغربية في قيامهم بالتجسس.

لكن ألكسندر غروشكو عاد ليواجه ستولتنبرغ ونائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان بعدما كان قد وصف الاجتماع في وقت سابق هذا الأسبوع بأنه "لحظة الحقيقة" في العلاقات بين روسيا والحلف.

وكانت شيرمان قد التقت هذا الأسبوع بموفدين من الكرملين في جنيف لحوار روسي أميركي مباشر، ووعد مسؤولون أميركيون بالتضامن في وقت تمت توسعة المحادثات لتشمل سفراء من أعضاء الحلف الثلاثين.

وقبيل المحادثات، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: إنّ "استمرار سياسة الباب المفتوح التي يتبعها الناتو والتقدم الإضافي لحلف شمال الأطلسي نحو حدودنا هو بالتحديد ما يهددنا من وجهة نظرنا"، وأضاف: "هذا بالضبط ما نطلب عدم استمراره من خلال تقديم ضمانات ملزمة قانونًا".

ورفض بيسكوف الخوض في مسألة ما إذا كانت روسيا ستشن عملية عسكرية في حال رفض هذه الضمانات وقال: "لا نرغب في إطلاق التهديدات وتحديد المهل على غرار مسؤولين أميركيين".

مواقف واضحة

من جانبه، حذّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تصريحات على مدوّنته من أن روسيا تريد "إعادة تشكيل الكتلة الجيوسياسية السوفياتية في أوروبا ومحاولة الفصل بين الولايات المتحدة وأوروبا، ومن الواضح أن هذه الأهداف غير مقبولة". 

وشدّد الدبلوماسي الأوروبي على "ضرورة أن نتوخى أكبر قدر من الحذر، ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بأن عملية ما ستبدأ نحن لا نتفاوض حتى".

وأكّد بوريل أن دول الاتحاد الأوروبي - 21 منها أعضاء في حلف شمال الأطلسي - يجب أن يكون لديها "مواقف واضحة" في المحادثات حول هندسة أمن أوروبا و"علينا أن نصوغ ردّنا في حال نفّذت روسيا تهديداتها ضد أوكرانيا".

وستكون مسألة "مساهمة الاتحاد الأوروبي المُحدّدة" في قلب اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع التابعين لدول الاتحاد الأوروبي الخميس والجمعة في بريست غربي فرنسا.

وأشار بوريل إلى "عقوبات منسّقة" وخطوات أخرى غير محدّدة، وقال: "نحن لسنا تحالفًا عسكريًا، بل لدينا الوسائل لتعزيز مصالحنا الأمنية ومصالح شركائنا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات