رحّبت الرئاسة الأوكرانية اليوم الثلاثاء بـ"جهود" الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا الهادفة لخفض منسوب التوتر بشأن أوكرانيا، في إطار سلسلة من المحادثات بين موسكو والدول الغربية خلال الأسبوع الراهن.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية سيرغي نيكيفوروف في تصريح: "لا يسعنا إلا أن نشيد بالنوايا والجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وروسيا وحلف شمال الأطلسي بغية خفض التوترات وحل كل المسائل المشتركة حول طاولة المفاوضات".
وأضاف نيكيفوروف في تصريحه: "نثق بشركائنا وبتصريحاتهم بأن أي قرار حول مصير أوكرانيا لن يتخذ من دوننا".
وأكد أن كييف "تريد حل النزاع" شرقي البلاد بين قواتها وانفصاليين مؤيدين لموسكو "في أقرب وقت ممكن وبالطرق السلمية خصوصًا".
وتصاعدت حدة التوتر بشأن أوكرانيا في الأشهر الأخيرة مع اتهام واشنطن وحلفاء كييف الأوروبيين، روسيا بالتحضير لغزو هذه الجمهورية السوفياتية السابقة بعدما حشدت قوات كثيرة عند حدودها.
وطالبت موسكو بضمانات أمنية واسعة من واشنطن ومن دول حلف شمال الأطلسي فيما تصرّ على أنها تلقت في السابق تعهدًا بأن حلف شمال الأطلسي لن يتوسع ليضم أوكرانيا وجورجيا.
"اتفاق على مواصلة الحوار"
وبعد محادثات في جنيف الإثنين، اتفق المسؤولون الروس والأميركيون على مواصلة الحوار، من دون تسجيل أي اختراق يذكر.
وأعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان أنها ناقشت مع نظيرها الروسي اتخاذ خطوات متبادلة لخفض التصعيد تتعلق بالصواريخ والتدريبات العسكرية، لكنها جددت تحذير موسكو من العواقب الشديدة التي ستلحق بها إذا هاجمت أوكرانيا.
وقالت شيرمان: "تناولنا عددًا من الأفكار تمكن بلدينا من اتخاذ إجراءات متبادلة من شأنها أن تكون في مصلحتنا الأمنية وتحسين الاستقرار الإستراتيجي".
وجدّدت دعوتها روسيا لإعادة قواتها التي تقدر بنحو 100 ألف عسكري إلى الثكنات، أو توضيح الغرض من حشدها على الحدود الأوكرانية.
وحذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي من أنه إذا شنّت روسيا هجومًا فستكون هناك تكاليف وعواقب كبيرة تتجاوز بكثير ما واجهته موسكو عام 2014، عندما ضمّت شبه جزيرة القرم ودعمت تمردًا انفصاليًا في شرق أوكرانيا.
بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في محادثات جنيف أن بلاده "ليس لديها أي نية" لمهاجمة أوكرانيا، واعتبر أن واشنطن تأخذ مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية "بجدية كبيرة".
ودعا الولايات المتحدة إلى أن تتعامل مع روسيا "بروح من المسؤولية"، محذرًا من أن مخاطر المواجهة المتزايدة "لا يمكن الإقلال من أهميتها".
وندّد نائب وزير الخارجية الروسي بالتهديدات الأميركية بالتحرك ضد بلاده ووصفها بأنها "محاولات للابتزاز والترهيب"، لكنه شدّد على أن موسكو "تدعم مواصلة الحوار"، وأردف: "لا أعتقد أن الوضع ميؤوس منه".
واتخذت كل من موسكو وواشنطن مواقف حادة قبل هذه المفاوضات. فحذرت واشنطن من خطر وقوع "مواجهة" فيما استبعدت موسكو أي تنازل.
قمة دولية حول أوكرانيا
واليوم الثلاثاء، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة رباعية مع موسكو وباريس وبرلين "لإنهاء الصراع" مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وقال: "لقد آن الأوان للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع ونحن مستعدون لاتخاذ القرارات اللازمة خلال قمة جديدة" رباعية وذلك عند استقباله مستشارين للرئيس الفرنسي والمستشار الألماني بحسب بيان صادر عن الرئاسة الأوكرانية.
مناورات روسية بالقرب من أوكرانيا
في غضون ذلك، بدأت قوات روسية قوامها ثلاثة آلاف فرد مناورات بالذخيرة الحية اليوم الثلاثاء في غرب البلاد، في مناطق بعضها قريب من أوكرانيا، حسبما نقلت وكالة إنترفاكس عن الجيش الروسي.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" عن المنطقة العسكرية الغربية قولها: إنّ "المناورات ستجرى في منطقة سمولينسك بالقرب من حدود بيلاروسيا ومناطق فورونيغ وبيلغورود وبريانسك بالقرب من أوكرانيا".
وأضافت أن المناورات ستتضمن مشاركة دبابات من طراز (تي-72 بي3) ومركبات مشاة قتالية من طراز (بي.إم.بي-2) وأسلحة نارية عادية.
وتمارس روسيا ضغوطًا كثيفة على أوكرانيا منذ عام 2014 في أعقاب ثورة أطاحت الحكومة الأوكرانية المؤيدة لموسكو.
وضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية فيما تدعم حركة الانفصال في شرق أوكرانيا التي أسفرت عن سقوط أكثر من 13 ألف قتيل.