الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تحركات دبلوماسية متسارعة.. ما دوافع واشنطن لتعزيز حضورها في الملف اليمني؟

تحركات دبلوماسية متسارعة.. ما دوافع واشنطن لتعزيز حضورها في الملف اليمني؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يناقش دور الحراك الدبلوماسي في تسوية الأزمة اليمنية (الصورة: غيتي)
يعود الملف اليمني إلى الواجهة من جديد من البوابة الأميركية السعودية وسط دعوات أممية لتجنيب البلاد المجاعة وانعدام للأمن الغذائي.

يبحث مستشار الأمن القومي الأميركي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جهود السلام في اليمن وسط تحدث واشنطن عن تقدم كبير في المحادثات الرامية لتعزيز الهدنة القائمة منذ 15 شهرًا.

وأمام التطورات السياسية، تخرج الدعوات الأممية لتجنيب اليمن أوضاعًا كارثية وسط حديث عن مجاعة وانعدام للأمن الغذائي في هذا البلد.

"تقدم كبير" في المباحثات

وفي غمرة الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية، يعود الملف اليمني إلى الواجهة من جديد من البوابة الأميركية السعودية. فقد أعلن البيت الأبيض أن مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة إلى المملكة يوم الأحد وناقشا فيها قضايا عدة منها الملف اليمني.

وقال البيت الأبيض: إنّ سوليفان استعرض مع ولي العهد السعودي "التقدم الكبير" في المحادثات الرامية إلى تعزيز الهدنة المستمرة منذ 15 شهرًا في اليمن، مرحّبًا في الوقت نفسه بالجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في البلاد.

وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية: إنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ سافر إلى عُمان والسعودية في وقت سابق من هذا الشهر سعيًا إلى دفع جهود السلام في اليمن.

تعويل يمني على التهدئة

وتزامنت التحركات الأميركية صوب اليمن مع تحركات أخرى للجانب السعودي الذي أجرى وفد منه في منتصف أبريل/ نيسان الماضي محادثات في صنعاء مع جماعة الحوثي. وأكد كبير المفاوضين في الجماعة أنّ المحادثات "أحرزت تقدمًا" وأن مناقشات أخرى ستجرى لتسوية الخلافات العالقة.

ويعوّل اليمنيون كثيرًا على الجهود الدبلوماسية لتثبيت وتعزيز الهدن الإنسانية في بلادهم. ويأتي ذلك وسط تحذيرات من مزيد من الكوارث الإنسانية في اليمن في حال استمر نقص التمويل وعدم استدامته وغياب الربط بين التدخلات الإنسانية والإنمائية والسلام.

في هذا السياق، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى استثمار هذه الهدن في إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وتنفيذ عمليات الإغاثة، محذّرًا من المجاعة ومن انعدام الأمن الغذائي.

مستشار الأمن القومي الأميركي بحث في السعودية قضايا عدة منها الملف اليمني - غيتي
مستشار الأمن القومي الأميركي بحث في السعودية قضايا عدة منها الملف اليمني - غيتي

دوافع التحرك الأميركي

وحول خلفية التحرك الأميركي على صعيد الملف اليمني، يوضح السفير الأميركي السابق في اليمن جيرالد فايرستين أن "الدافع المباشر حضر منذ بداية إدارة بايدن حيث رأت أن تسوية الصراع في اليمن هو أحد السبل المباشرة لتخفيف التوترات في المنطقة، ولدعم أنواع أخرى من التعاون بما في ذلك معالجة قضية تطوير البرنامج النووي الإيراني".

ويرى فايرستين في حديث إلى "العربي" من واشنطن أن "الفرص السانحة قد تطورت على مدى الأشهر الستة الماضية، حيث أحرز تقدم على صعيد المباحثات السعودية اليمنية بوساطة عُمانية. كما أعيد إرساء العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.

ويشير السفير السابق إلى أن هذه الظروف جاءت معًا ودعمت فرص إنهاء الحرب الدائرة في اليمن، رغم أن ذلك قد لا يعالج الأسباب الجذرية للصراع بل أن هذا الأمر يقتضي اتفاق بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليًا في اليمن.

استعادة الدور الأميركي

ومن جهته، يلفت أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام في الرياض عبد الله العساف إلى أن الزيارات الأميركية المكثفة لعدد من المسؤولين الأميركيين إلى السعودية قد تستتبع بزيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن يبحث فيها عدد من الملفات مع المسؤولين السعوديين. 

ويرى العساف في حديثه من الرياض، أن الولايات المتحدة شعرت بعد التقارب السعودي الإيراني بوساطة صينية أن دورها بدأ يتلاشى في المنطقة فحاولت العودة إليها بشكل مكثّف من بوابتي الرياض واليمن والإفصاح عن نفسها كشريك مهم جدًا في عملية السلام مع في اليمن. 

انعكاسات اجتماعية واقتصادية

وحول تأثير الحراك السياسي على الواقع الإنساني في اليمن، يؤكد رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي في حديث إلى "العربي" من فيينا أن الهدنة المستمرة بصورة غير مباشرة خلال الفترة الماضية، خلقت نوع من الطمأنينة لدى المجتمع اليمني بشكل خاص والمجتمع المانح المتابع للأزمة اليمنية. 

ويشرح أن كثير من الطرقات التي كانت مغلقة وتعرقل تدفق البضائع وتنقل الناس أصبحت متاحة، بسبب الحديث عن اتفاقات سياسية قادمة وعن زيارة السفير السعودي إلى صنعاء والاتفاق الإيراني السعودي الذي عزز الكثير من الثقة لدى المنظمات الإنسانية والممية العاملة في هذا المجال. 

ويقول الحميدي: "نرى أن المدخل الاقتصادي والإغاثي بدرجة أساسية سيشكل جسر العبور لمقياس أي اتفاق سياسي قادم في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن ذلك يصب في صالح الشعب اليمني بدرجة أساسية. 

لكنه يؤكد أن عدد كبير من الملفات السياسية العالقة تنتظر حلًا ومنها ملفات الرواتب وتوحيد العملة وغيرها رغم أن الهدنة اتاحت إلى حد ما تدفق السلع عبر الموانئ اليمينية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close