مرّ عام على الهدنة الأممية التي أُعلنت بين أطراف الحرب اليمنية، ومنذ ذلك الحين يشهد اليمن أطول مدة لوقف إطلاق النار.
وفي ظل حالة اللاحرب واللاسلم التي يعيشها اليمن، يبدو وجيهًا التحذير الحكومي من مأساة إنسانية جديدة من جراء موجة نزوح تعزوه الحكومة إلى تصعيد الحوثيين.
ففي مأرب، رصدت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نزوح أكثر من ألفي مدني خلال الأسابيع الماضية، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ويمثلون نحو 300 أسرة من مناطق المواجهات في حريب جنوبي مأرب بعدما تعرضت قراهم ومنازلهم ومزارعهم لقصف حوثي.
ويجد كثيرون ممن يحتاجون خدمات رعاية صحية عاجلة من بين أكثر من 4 ملايين شخص نزحوا من جراء النزاع، صعوبة في الحصول على أبسط تلك الخدمات، وفق منظمة العفو الدولية.
معاناة صحية وغذائية
وبحسب أرقام أمنيستي، يحتاج أكثر من 20 مليون يمني لمساعدات إنسانية، بينما أدى القتال في مناطق مثل مأرب في الأشهر الأخيرة إلى تعريض حياة سكان فيها للخطر.
وبشأن الأمن الغذائي، أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن 80% من اليمنيين لا يستطيعون توفير الطعام من جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ نحو 9 سنوات.
ويعتبر رئيس مؤسسة وجوه للتنمية الإنسانية منصور الجرادي أن ما تراه المؤسسة على أرض الواقع يختلف عما تورده المنظمات الدولية في تقاريرها.
ويقول في حديث إلى "العربي" من صنعاء: "بعد مرور عام على الهدنة، أصبح اليمنيون أشد فقرًا وعوزًا نتيجة غياب الدعم الدولي"، مشيرًا إلى تدهور الوضع الصحي والغذائي وسط ارتفاع حالات الإصابة بسوء التغذية.
ويضيف: "اليمنيون يموتون من الجوع ولعدم تمكنهم من دخول المستشفيات".