تبدأ الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، اجتماعًا في ذكرى بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، تأمل خلاله كييف وحلفاؤها في حشد أكبر دعم لقرار يدعو إلى سلام "عادل ودائم".
وسيتزامن الاجتماع الأممي، مع لقاء يعقده الرئيس الأميركي جو بايدن في وارسو، مع تسعة من قادة أوروبا الشرقية والوسطى بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ليؤكد دعم واشنطن "الراسخ" لهم.
ويأتي الاجتماع غداة هجوم شديد اللهجة للرئيس الروسي، تعهد فيه بمواصلة الهجوم الذي شنه قبل سنة تقريبًا على أوكرانيا "بشكل منهجي"، معلنًا تعليق بلاده لمعاهدة "نيو ستارت" الروسية الأميركية حول نزع السلاح النووي، ومذكرًا بأحلك مراحل الحرب الباردة.
وأوضح البيت الأبيض في بيان أن بايدن "سيلتقي قادة بوخارست 9 (بي 9) مجموعة أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تقع على جناحه الشرقي بحضور الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، لإعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة الراسخ لأمن الحلف".
#بوتين يعلق مشاركة بلاده في معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية#العربي_اليوم #روسيا تقرير: سعد خلف pic.twitter.com/UiyNiEzKsp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 22, 2023
سلام "شامل وعادل ودائم" في أوكرانيا
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، قدمت حوالى 60 دولة مشروع القرار الذي "يؤكد ضرورة التوصل في أقرب المهل إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وسيطرح النص للتصويت في نهاية المناقشات التي تستمر حتى يوم الخميس على الأقل. وعلى غرار قرارات سابقة، يؤكد النص من جديد "التمسك" بـ"وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، و"يطالب" بالانسحاب الفوري للقوات الروسية. وكذلك، يدعو إلى "وقف القتال".
وفي 24 فبراير/ شباط من العام الماضي، أمر الرئيس الروسي بوتين قواته ببدء هجوم تحت مسمى "عملية عسكرية" على أوكرانيا، فيما اصطفت واشنطن لجانب كييف وسط دعم غير مسبوق لها، وقادت عقوبات كبيرة ونادرة على موسكو، لتصل العلاقات بينهما لأسوأ مرحلة منذ الحرب الباردة.
أهداف زيارة بايدن
وفي القصر الرئاسي في وارسو، سيكون بايدن أمام اجتماع يهدف إلى طمأنة بلغاريا وتشيكيا وإستونيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا وكلها جمهوريات سوفياتية سابقة، أو أعضاء في حلف وارسو وتقع على الجناح الشرقي للناتو.
وكان بايدن قد رد على اتهام بوتين للغرب محاولته إلحاق الهزيمة الاستراتيجية بروسيا، في اليوم ذاته خلال خطاب ألقاه في وارسو، حيث أكد أنّ "الغرب لا يتآمر لمهاجمة روسيا كما قال بوتين".
وأضاف بايدن أنّ "ملايين المواطنين الروس جل ما يريدون هو العيش بسلام مع جيرانهم، ليسوا العدو".
في زيارته غير المعلنة لـ #أوكرانيا.. #بايدن يتعهّد بمواصلة دعم #كييف ويعلن عن حزمة مساعدات جديدة تقرير: محمد زاوي#أوكرانيا #أميركا pic.twitter.com/TiABGYVNbS
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 20, 2023
معركة "القرار"
لكن خطاب بوتين كان له وقع كبير، خصوصًا أنه أعلن تعليق مشاركة موسكو في آخر معاهدة لمراقبة الأسلحة بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة، وهدّد بإجراء تجارب نووية جديدة إذا قامت واشنطن بذلك أولًا.
وعشية بدء الجلسة الأممية، التي سيحضرها عدد من الوزراء بينهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب طغى عليه التصويب على الغرب، بوصفه يريد "القضاء" على روسيا.
وردت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة ليند توماس غريفيلد أن دعم السلام في أوكرانيا "لا يعني الاختيار بين الولايات المتحدة وروسيا" بل "الدفاع عن ميثاق" الأمم المتحدة، بينما يبدي عدد من دول الجنوب تململًا من مواصلة تركيز الغرب على هذه الحرب.
وفي هذا السياق أشارت الصين "القلقة جدًا" من الصراع الذي "يخرج عن السيطرة"، إلى أنها تريد تقديم اقتراح قريبًا لإيجاد "حل سياسي" للحرب. وامتنعت الصين مثل الهند خصوصًا، عن التصويت في الأمم المتحدة بشأن النصوص المتعلقة بأوكرانيا.
تجارب سابقة
وأشار دبلوماسيون إلى أن النص يتحدث عن "وقف للأنشطة" مرفق بانسحاب للقوات الروسية لأن "وقفًا لإطلاق النار" سيكون مجرد تهدئة تسمح لروسيا بإعادة تنظيم صفوفها.
وحصلت قرارات ثلاثة مرتبطة بالهجوم الروسي، وصوتت عليها الجمعية العامة خلال عام على 140 إلى 143 صوتًا فيما صوتت خمس دول بشكل منهجي ضد النصوص (روسيا وبيلاروسيا وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا) وامتنع أقل من أربعين بلدًا عن التصويت.
لكن قرارًا رابعًا مختلفًا قليلاً ينص على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، لم يحقق توافقًا بالدرجة نفسها في أبريل/ نيسان وحصل على تأييد 93 بلدًا، في مقابل معارضة 24 وامتناع 58 أخرى عن التصويت.