وسط ارتفاع منسوب التوتر في العلاقات بين القوتين العظميين على خلفية الحرب في أوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليق مشاركة بلاده في معاهدة نيو ستارت، التي تعد آخر اتفاقية متبقية مع الولايات المتحدة للسيطرة على الأسلحة النووية.
وشدد زعيم الكرملين على وجوب ألا يتوهم أحد بأن من الممكن انتهاك التكافؤ الإستراتيجي العالمي.
على المقلب الآخر، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تعليق موسكو العمل بالمعاهدة بأنه "حدث غير مسؤول"، فيما رأى حلف شمال الأطلسي أن القرار الروسي من شأنه تفكيك آلية مراقبة الأسلحة بالكامل في فترة ما بعد الحرب الباردة.
#بوتين يعلق مشاركة بلاده في معاهدة "نيو ستارت" للحد من الأسلحة النووية#العربي_اليوم #روسيا تقرير: سعد خلف pic.twitter.com/UiyNiEzKsp
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 22, 2023
"بوتين يحاول الخداع"
ويشير مؤسس منصة "ريل كونتكست نيوز" براين فرايدنبورغ، إلى محاولة يائسة من جانب روسيا وبوتين لأن تكون متكافئة مع الولايات المتحدة، من حيث الاقتصاد وميزانية الدفاع.
ويرى في حديثه إلى "العربي" من واشنطن، أن في الأمر تناقضًا، لافتًا إلى أن لدى واشنطن ما يفوق روسيا بكثير.
ويعتبر أن موسكو اليوم هي ظل لما كانت عليه في الماضي وأنها لم تعد قوة عظمى، لافتًا إلى أنها "في حالة يأس تدير حربًا من أحد الأقاليم، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي".
إلى ذلك، يؤكد فرايدنبورغ أن الحرب النووية ليست من مصلحة أحد، وأن الحديث عنها لا يأتي إلا من بوتين الذي يحاول الخداع.
ويقول إن روسيا لا أصدقاء لها، وإن الصين لا تريد حربًا نووية على الإطلاق، ولن تشجع أو تساعد روسيا في هذا الصدد.
في المقابل، يرى أن لواشنطن حلفاء، وكذلك أوكرانيا، في جميع أنحاء العالم.
"الغرب لا يريد حلًا سلميًا"
بدوره، يشير نائب مدير معهد "توقع" لإدارة النزاعات ألكسندر كوزنتسوف، إلى تصعيد على جبهة القتال من جانب الولايات المتحدة والغرب في الأسابيع الأخيرة، لافتًا إلى الأسلحة الجديدة التي قُدمت لأوكرانيا.
وبينما يشدد في حديث إلى "العربي" من موسكو، على أن الغرب لا يريد أي حل سلمي لهذا الصراع، يذكر أن بوتين قرّر التصعيد أيضًا ويهدد الآن الغرب بقراره تعليق المشاركة في ما يُسمى معاهدة "ستارت الجديدة".
ويشرح أن "الغرب قرر أن روسيا لن تستخدم الأسلحة النووية أبدًا، وأنه سيشن صراعًا بالقرب من أراضيها، وبالتالي ستكون الولايات المتحدة آمنة من أي هجوم".
ويضيف أن "رد بوتين على ذلك كان بالإجراءات الأخيرة التي اتخذها؛ بأن الولايات المتحدة كذلك لا يمكن أن تشعر بمثل هذا الأمن".