الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تحشيد عسكري متبادل.. الغرب يتجهّز لـ"الحرب" في أوكرانيا

تحشيد عسكري متبادل.. الغرب يتجهّز لـ"الحرب" في أوكرانيا

شارك القصة

تناولت حلقة "للخبر بقية" تطورات الأزمة الأوكرانية على وقع تصاعد احتمالات نشوب حرب (الصورة: غيتي)
أرسلت الولايات المتحدة الأميركية الشحنة الثالثة من المعدّات الحربية دعمًا للجيش الأوكراني في انتظار رابعة ستصل خلال أيام.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده ليست مستعدّة لمشاركة الاتحاد الأوروبي أو منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في المحادثات بشأن أوكرانيا.

وأوضح لافروف أيضًا أنّ الغرب يمارس سياسة الإملاءات على روسيا ويتجاهل مخاوفها الأمنية المشروعة.

يأتي ذلك تزامنًا مع عقد اجتماعات في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة ألمانيا وروسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى فرنسا، لبحث الأزمة وإنهاء الصراع.

إزاء ذلك، تُطرح علامات استفهام حول فرص نشوب حرب مع تحشيد الطرفين لقوات عسكرية، ومصير اتفاق مينسك.

روسيا "لا تكتّف أيديها"

هكذا إذًا، يبدو أنّ الغرب يتجهّز للاحتمال الحربي في أوكرانيا، وإن رجّح السياسيّ عليه.

فقد أرسلت الولايات المتحدة الأميركية الشحنة الثالثة من المعدّات الحربية دعمًا للجيش الأوكراني في انتظار رابعة ستصل خلال أيام.

يأتي ذلك في وقت لا يخفي الرئيس الأميركي احتمال اختيار عقوبات تناسب مقاس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتنسيقها مع عقوبات سابقة إن تجرّأ على غزو أوكرانيا.

أما روسيا، فلا تكتّف أيديها والغرب يعاديها، حيث يقول وزير خارجيتها إنّها مستعدّة لأيّ سيناريو.

وسط ذلك، لا أحد يعرف على أيّ نحو تستقيم الأمور لبوتين أو كيف سيوجّه معركته مع الغرب. وذكرت صحيفة لوموند أنّه قد يلجأ إلى رد عسكري تقني يتشاور بشأنه مع خبراء عسكريين.

روسيا "هي من تصعّد"

لا يستبعد الباحث في مركز تحليل السياسات الأوروبية كيرت فولكر نشوب نزاع عسكري في الأسابيع المقبلة، لافتًا إلى التحشيد العسكري من كلّ الأطراف في الساعات الأخيرة.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من واشنطن، إلى أنّ الروس سبق وأن نشروا أعدادًا كبيرة من قواتهم، وفي حال فشلت المفاوضات يقول الروس بأنهم سيستخدمون الخيار العسكري.

ويلفت إلى أنّ حلف الناتو والولايات المتحدة من جهتهم يواصلون تقديم الدعم اللازم لدول الحلف من أجل ضمان وجود الاستعدادات اللازمة لكل السيناريوهات.

من جهة ثانية، يذكّر فولكر بأنّ الولايات المتحدة لم تُدعَ لتكون جزءًا من عملية النورماندي، لكنّه يشدّد على أنّ الولايات المتحدة تنسق عن كثب مع حلفائها مثل ألمانيا وفرنسا وكذلك أوكرانيا.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الولايات المتحدة تركز على الدبلوماسية في الوقت الحاضر، إلا أنّ المشكلة تكمن في الموقف الروسي وفي ما تطرحه روسيا من مطالب.

ويشير إلى أنّ روسيا ترفض انضمام أوكرانيا للناتو وتودّ إخضاعها لنفوذها وتحاول اجتياح أرض دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ "روسيا هي من تصعّد".

"خط أحمر" بالنسبة إلى موسكو

من جهته، يؤكد الباحث السياسي الروسي أندري أولتيكوف أن المسار الدبلوماسي لا يزال واردًا، لافتًا إلى أنّ الولايات المتحدة نفسها تختار هذا المسار.

ويقول في حديث إلى "العربي"، من موسكو: "قد نشهد بدء النقاش بين الولايات المتحدة وروسيا حول المواضيع العالقة".

لكنّ أولتيكوف لا يتوقع أن توافق أميركا على كل المطالب الروسية، إلا أنّه مع ذلك يشير إلى أنّ النقاش بها من شأنه أن يفتح بابًا للحوار والتشاور.

ويرى الباحث الروسي أنّ الحوار لا يستثني التحركات على الأرض، مضيفًا: "نحن سنراقب كيف ستتطور الأمور في أوكرانيا وحول أوكرانيا، وفي حال شهدنا مزيدًا من التحركات المعادية بالنسبة لروسيا من قبل الولايات المتحدة، فإنّ ذلك سيؤدي إلى رد روسي حاسم".

ويحذر من أنّ أي تقدم في ملف ضمّ أوكرانيا إلى حلف الناتو سيشكّل "تجاوزًا للخطوط الحمراء بالنسبة إلى موسكو"، مشدّدًا على أنّ كل ما تريده روسيا هو "ضمانات أمنية".

من أين ستنطلق "شرارة الحرب"؟

أما الكاتب السياسي طارق وهبي فيرى أنّ المواجهة التي نشهدها تنطوي إلى حدّ بعيد على فشل للقاءات الدبلوماسية، بدليل طريقة التعاطي الروسي مع الغرب، ورفع سقف العمليات العسكرية على الأرض.

ويعتبر في حديث إلى "العربي"، من باريس، أنّ كل المشكلة تكمن في قطاع دونباس شرق أوكرانيا الذي تسكنه أقلية أوكرانية من أصول روسية، مشيرًا إلى أنّ روسيا تريد لهذه الأقلية أن يكون لها امتيازات خاصة نوعًا ما.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ الشرارة التي قد تكون شرارة الحرب ستطلَق من هناك، ملاحظًا أنّ الولايات المتحدة تعطي أسلحة هجومية فردية وفقط لها علاقة بصدام تقليدي ما بين الجيوش.

ويضيف: "حتى دول البلطيق التي أرسلت بعض الصواريخ الأميركية التي كانت لديها هي صواريخ فقط أرض جو ضد الطائرات".

وفيما يرى "أننا نعيش في مرحلة حتى الدول المحيطة خائفة"، يلفت إلى "أننا أمام انتظار دبلوماسي ولكن ما يشهده العالم هو حشد عسكري وخصوصًا روسي بتصعيد غير مسبوق".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close