تخبر الجسور الكثير عن فنون العمارة وتقنيات الهندسة. كما تقدّم نبذة عن تاريخ العصر الذي شُيّدت فيه.
وإن كانت ارتفعت في الأساس لتشكل ممرًا للتنقل درج بناؤه لتقصير المسافات والتقليل من الازدحام، إلا أن الكثير منها بات من أشهر الجسور وتحوّل بحد ذاته إلى نقطة جذب للسياح.
إليكم بعض أشهر الجسور وأكثرها غرابة
بهذا المعنى، يجذب شكل الجسور اهتمام الكثيرين، ولا سيما أنّها تصنّف ضمن أهم مجالات الابتكار أمام المهندسين، الذين يتفنّنون في تصميمها.
بيد أنّ بعض الجسور لا تخلو من "الغرابة" التي قد تكون في الكثير من الأحيان مصدر شهرتها أصلاً، ولعلّ القائمة الآتية أسطع دليل على ذلك.
جسر "غولدن غيت"
يقع جسر "غولدن غيت" أو جسر "البوابة الذهبية" البرتقالي الشهير في مدينة سان فرنسيسكو الأميركية. وفي حين تم بناؤه في العام 1937، إلا أنه يُعد الجسر الأكثر شهرة في العالم من دون منازع.
قبل أعوام، وُضعت خطة لتجهيزه بشباك سلامة لمنع عمليات الانتحار، بعدما سُجل "عدد قياسي" منها في العام السابق.
وفي الولايات المتحدة الأميركية أيضًا، يقع جسر "بروكلين بريدج" الذي افتتح سنة 1883 ويعتبر أقدم جسر معلق في البلاد.
وقد نجحت عدة محاولات لتسلق هذا الجسر الرابط بين منطقتَي بروكلين ومنهاتن في مدينة نيويورك، مما دفع السلطات إلى التحرك.
"تاور بريدج" في بريطانيا
يقع جسر برج لندن في بريطانيا، وتحديدًا على نهر التايمز حيث يربط بين ضفتيه. وهذا الجسر يتكوّن من قسمين؛ قسم علوي وآخر سفلي متحرك يسمح للسفن الكبيرة بالمرور من تحته.
تم بناء "تاور بريدج" في ثمانينيات القرن التاسع عشر. وبعدما استغرق الأمر ثماني سنوات، افتتحه في نهاية يونيو/ حزيران من العام 1894 الأمير ألبرت إدوارد، الذي نصبّ ملكًا سنة 1901 تحت اسم الملك إدوارد، وزوجته ألكسندرا.
"سيدني هاربور"
شُيد برج "ميناء سيدني" في مدينة سيدني الأسترالية في العام 1932 بالقرب من دار الأوبرا الشهير.
والجسر الذي يُعد من أشهر الجسور في العالم، غير مخصص للسيارات فقط، بل أيضًا للقطار والمشاة والدراجات الهوائية.
والمثير في الأمر، هو أن الجسر واعتمادًا على درجة الحرارة قد يتوسّع أو يتقلص بنحو 18 سنتمترًا.
جسر "تشارلز" في تشيكيا
يُعد من أقدم الجسور في العاصمة براغ وأجملها. بدأ بناؤه على نهر فلتافا في العام 1357 وانتهى في العام 1402، وهو يربط بين المدينة وقلعة براغ الشهيرة التي تُعد من أكبر القلاع في العالم.
وفيما يعتبر مزارًا للسواح من مختلف أنحاء العالم وعلى مدار العام، يحظر على السيارات عبوره منذ العام 1965.
وفي ما يخص التسمية، فقد أُطلق عليه بداية "الجسر الحجري"، قبل أن يتحول إلى جسر "تشارلز" نسبة إلى الملك كارل الرابع الذي وضع حجر أساسه.
جسر "جناق قلعة 1915"
افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي أطول جسر معلق في العالم، وهو يرتفع فوق مضيق الدردنيل، ويختصر مدة التنقل بين آسيا وأوروبا إلى ست دقائق.
وتزامن تدشين الجسر مع الذكرى السابعة بعد المئة لانتصار قوات البحرية العثمانية على القوات البريطانية والفرنسية في معركة غاليبولي خلال الحرب العالمية الأولى.
جسر "أوفرتون" في اسكتلندا
لا ترتبط شهرة هذا الجسر الذي بُني في مدينة دمبارتون شمال غربي إسكتلندا في العام 1895 بارتفاعه أو امتداده، ولا بمن بناه أو سار عليه.
تكمن الإثارة والغرابة في لغز "انتحار الكلاب" عنه، ليجذب قفز أكثر من 300 كلب الاهتمام إلى المدينة من شتى أنحاء المعمورة.
وبينما حيّر الأمر العلماء، قُدمت تفسيرات تراوحت بين الإيمان أو الاستهزاء بوجود "قوة خارقة" في الجسر.
جسر "مييو" في فرنسا
بُني جسر مييو على نهر تارن في جنوب غربي فرنسا، وتم افتتاحه في العام 2004.
وهذا الجسر يزيد ارتفاعه عن برج إيفل البالغ ارتفاعه 324 مترًا، مع 343 مترًا ارتفاعًا من جانبه.
جسر "الشيطان" في قسنطينة
تعتبر مدينة قسنطينة الجزائرية مدينة الجسور المعلقة، وقد تنوعت الروايات المتعلقة بتاريخ وأهمية تلك الجسور.
وبينما سُميت الجسور نسبة إلى الأولياء الصالحين، يُسمى جسر آخر بـ"جسر الشيطان" وتدور حوله الكثير من القصص والأساطير.
بعضها أرجع تسمية الجسر إلى شكل الصخور التي تحيط به، أو إلى المغارة التي تقع إلى جانبه ويُسمع منها أصوات غريبة. كما ذكرت روايات أخرى نقلها أهالي المنطقة أن المكان مسكون بالأرواح.
"بونتي فيكيو"
يُعد هذا الجسر من أشهر الجسور في العالم وفق موقع "هيستوري أوف بريدجز"، وهو يقع في مدينة فلورنسا الإيطالية، وتم افتتاحه في العام 1345.
إلى ذلك، يعتبر الجسر الوحيد في المدينة الذي صمد بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. وحتى هذا اليوم، لا يزال المصمم الأساسي للجسر مجهولًا.
