أيدت الحكومة الروسية أمس الأحد، تعديلًا تشريعيًا يعتبر الخرائط التي تشكك في "وحدة الأراضي" الرسمية للبلاد "مواد متطرفة" يعاقب عليها القانون، وفق ما كشفت وكالة أنباء "تاس" الحكومية الروسية.
وذكرت الوكالة أن تعديل قانون مكافحة التطرف في روسيا ينص على أن "الخرائط والوثائق والصور الأخرى التي تشكك في وحدة أراضي روسيا"، سيتم تصنيفها على أنها مواد متطرفة.
ويسري القانون على المنظمات الدينية والصحفيين وموادهم، فضلاً عن نشاط الشركات ضمن أشياء أخرى.
وأفادت "تاس" بأن التعديل الجديد طرح، بعد أن أشار المقترحون إلى أن بعض الخرائط التي وُزعت في روسيا، تشكك في "الانتماء الإقليمي" لشبه جزيرة القرم وجزر الكوريل.
وعام 2014، كانت موسو قد ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية، في خطوة رفضتها أوكرانيا والعديد من الدول باعتبارها غير قانونية. واعترض منذ ذلك الحين الأوكرانيون وحكومتهم في كثير من الأحيان على خرائط للعالم، تظهر شبه جزيرة القرم كجزء من الأراضي الروسية.
كذلك، لم تعلن روسيا واليابان رسميًا انتهاء الأعمال القتالية في الحرب العالمية الثانية، بسبب المواجهة بينهما بشأن مجموعة من الجزر الواقعة قبالة جزيرة هوكايدو في أقصى شمال اليابان. واستولى الاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب على تلك الجزر المعروفة في روسيا باسم الكوريل وفي اليابان باسم الأقاليم الشمالية.
في سياق آخر، بدأ الساسة الروس مناقشة معاقبة المواطنين الذين يعارضون الحرب في أوكرانيا، والذين "يتمنون فناء وطنهم"، وفق ما قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف. وقال ميدفيديف، أحد أبرز حلفاء بوتين، إنه "في أوقات الحرب"، توجد قواعد خاصة تسمح بالتصدي للخونة.
ضربة "انتقامية" روسية في أوكرانيا
في غضون ذلك، يحضر في روسيا عنوان "حرب المدن"، حيث تعلن روسيا وبيلاروسيا تكثيف تدريباتهما المشتركة المركزة على سيناريوهات تحاكي هذا النوع من الحروب.
ولا تزال روسيا تنفذ ما تعهدت به بمواصلة القتال في أوكرانيا، إذ أعلنت مؤخرًا بعد انتهاء الهدنة الروسية المؤقتة، توجيه ضربة وصفتها بـ"الانتقامية" أوقعت أكثر من 600 قتيل في صفوف القوات الأوكرانية في منطقة كراماتورسك، إحدى المدن الرئيسية في دونيتسك، ردًا على الهجوم الذي استهدف جنودًا روسًا في ماكيفكا ليلة رأس السنة أسفر عن مقتل 89 جنديًا روسيًا.
The first footage of the consequences of a missile strike at the location of the Armed Forces of #Ukraine in #Kramatorsk,#RussianDefenseMinistry. #SVO #Kramatorsk #Ukraine #UkraineRussianWar #UkraineWar #UkraineRussiaWar pic.twitter.com/7jbHvgB04M
— Harish Deshmukh (@DeshmukhHarish9) January 9, 2023
منحى تصعيدي
واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي، أحمد رحال، أن تضخيم أعداد القتلى هو جزء من التأثير على الحالة المعنوية للخصم، وبالتالي فإن الأرقام بهذا الخصوص والتي تصدر عن كلا الطرفين، ليست حقيقية بالضرورة، لكن هذا لا يعني عدم تنفيذ الضربات.
وأكد رحال في حديث إلى "العربي" من اسطنبول، أن الحرب في أوكرانيا تأخذ منحى تصعيديًا، فبعدما بدأت على نحو هجومي من قبل روسيا، انقلبت إلى هجوم أوكراني نتيجة الدعم الغربي.
وأضاف أن فصل الشتاء سيؤدي إلى خفض التصعيد العسكري بين الجانبين دون أن يوقف الاستعدادات لما بعد الشتاء في ظل التحشيد الروسي المستمر والإعلان عن جهوزية 500 ألف مقاتل، بينما يتحدث الغرب عن زيادة دعمه لكييف.
ولفت إلى أن موسكو عملت في الفترة الأخيرة على تغيير القيادات في الجيش الروسي، واستقدام ما يمكن من مجموعة "فاغنر" والاستعانة ببعض المرتزقة فضلاً عن عمليات التعبئة، كما تم رصد أسلحة جديدة وصواريخ فرط صوتية في المعركة، وهو ما يعني خشية موسكو من حرب استنزاف طويلة الأمد وسط الدعم العسكري الغربي.
في غضون ذلك، لم يستبعد رحال إمكانية مشاركة بيلاروسيا في الحرب، معتبرًا أن ذلك يؤكد على أنها "إشارة ضعف" لروسيا، مشيرًا إلى أن جنرالات موسكو تدرك وجود ضعف في الجيش الروسي وأنه غير قادر على حسم المعركة بشكل نهائي، قائلاً إن التهديدات النووية هي مجرد ضغوط على الغرب ليجد حلاً يحفظ "ماء وجه الروس".