أفادت مسودة البيان الختامي الصادر عن قمة السلام في أوكرانيا، بأنّ الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا "تواصل التسبّب في معاناة إنسانية ودمار واسع النطاق، وخلق أزمات ذات تداعيات على العالم".
وبدأت أمس السبت في سويسرا قمة السلام حول أوكرانيا التي تستمر يومين، ودُعي إليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحضور أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة. ولم تُدع روسيا إلى القمة، فيما أعلن حلفاؤها عدم الحضور.
وعُقدت القمة من أجل تعزيز حوار رفيع المستوى حول مسارات نحو التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم لأوكرانيا، على أساس القانون الدولي بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
وأكدت المسودة التزام الدول المشاركة بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة، أو استخدامها ضد سلامة أراضي أي دولة، أو استقلالها السياسي، ومبادئ السيادة وسلامة أراضي جميع الدول ومنها أوكرانيا.
وأوضحت أنّ أي استخدام للطاقة النووية والمنشآت النووية يجب أن يكون آمنًا ومحميًا وسليمًا من الناحية البيئية، مشدّدة على أن تعمل محطات الطاقة النووية الأوكرانية ومنها محطة زابوريجيا، تحت السيطرة السيادية الكاملة لأوكرانيا وبما يتماشى مع مبادئ الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها.
وأضافت أنّ "أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية في سياق الحرب الجارية ضد أوكرانيا أمر غير مقبول".
كما دعت إلى ضرورة "إطلاق سراح جميع أسرى الحرب من خلال التبادل الكامل وإعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين تم ترحيلهم بشكل غير قانوني إلى روسيا، وجميع المدنيين الأوكرانيين الآخرين الذين تم احتجازهم بشكل غير قانوني ".
وقال الزعماء في المسودة "إنّ التوصل إلى سلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف والحوار فيما بينها"، معتبرين أنّ "ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك مبادئ احترام سلامة أراضي وسيادة جميع الدول يمكن أن يشكل أساسًا لتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا".
مبادرة زيلينسكي
وفي افتتاح القمة أمس، أعلن زيلينسكي أنّه سيُقدّم اقتراحات سلام إلى روسيا ما إن تحظى بموافقة المجتمع الدولي.
من جهتها، قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إنّه "إذا لم يظهر العالم رد فعل حين يغزو مُعتدٍ جاره، فإن معتدين آخرين سيزدادون جرأة بلا شك".
وأضافت أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "قدّم اقتراحًا. لكن ينبغي قول الحقيقة: إنه لا يدعو إلى مفاوضات، إنه يدعو إلى استسلام" أوكرانيا، في إشارة إلى الشروط التي ذكرها بوتين أمس الجمعة لوقف إطلاق النار وبدء محادثات السلام.
وفي هذا الإطار، رأى المستشار الألماني أولاف شولتس أنّ "السلام لا يعني فقط عدم خوض الحرب"، رافضًا ما أسماها "الحقيقة الجديدة" الذي روّج له الكرملين ويعني الإقرار بسيطرة موسكو على 20% من الأراضي الأوكرانية.
وأكد أنّ "وقفا فوريًا لإطلاق النار من دون مفاوضات جدّية" لن يؤدي سوى إلى "نزاع آخر مجمد".
من جهته، أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن السلام في أوكرانيا لا يمكن أن يتضمن "استسلام" كييف، مؤكدًا: "نحن جميعًا عازمون على بناء سلام دائم. وكما قال كثيرون منكم، فإن سلامًا مماثلًا لا يمكن أن يكون باستسلام أوكرانيا. هناك معتد وضحية".
بدورها، نبّهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى أنّ "تجميد النزاع" ليس حلًا، بل هو "وصفة لحروب عدوانيّة مقبلة"، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى "تحديد مبادئ سلام عادل ودائم يقوم على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مضيفًا: "إنه المسار الواجب سلوكه للتوصّل إلى وقف دائم للعمليات الحربية".
أما رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني فأكد أنّ دولة قطر لعبت دورًا أساسيًا لتخفيف آثار أزمة الطاقة التي سبّبها الصراع في أوكرانيا، مؤكدًا أنّ الدوحة عملت منذ بداية حرب أوكرانيا على دعم الجهود الإنسانية وحماية المدنيين.
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان "إنّه من المهمّ أن يُشجع المجتمع الدولي أي تقدم نحو سلسلة مفاوضات تستدعي تسويات صعبة في إطار خارطة طريق تقود إلى السلام"، مضيفًا أنّ "أي عمليّة ذات صدقية تتطلّب مشاركة روسيا".
وهو ما أكده الرئيس الكيني وليم روتو الذي شدّد على "وجوب أن تكون روسيا حول الطاولة"، مضيفًا أنّه "للنجاح في صنع السلام ينبغي أن "يجتمع الأصدقاء والأعداء".