بعد اتهامات بالتقصير وجهتها عائلات الضحايا إلى الشرطة، اعترف مسؤول كبير في ولاية تكساس الأميركية الجمعة، باتخاذ الشرطة "القرار الخاطئ" لعدم دخولها فورًا إلى المدرسة الابتدائية في يوفالدي، حيث تحصّن مطلق النار وارتكب مجزرة.
وفي مؤتمر صحافي، قال مدير إدارة السلامة العامة بولاية تكساس ستيفن مكراو: "بنظرة استرجاعية... كان القرار خاطئًا"، مضيفًا: "مما نعرفه، نعتقد أنه كان يجب الدخول بأسرع ما يمكن".
وانتظر 19 شرطيًا في مكان الحادث وصول وحدة تدخل من شرطة الحدود لنحو ساعة، بعد اقتحام مطلق النار سلفادور راموس (18 عامًا) المبنى الثلاثاء، حيث قتل المراهق 19 طفلاً ومعلمين اثنين، عقب إطلاقه النار على جدته التي ترقد في المستشفى في حالة حرجة.
وبعد أن ألحّ عليه الصحافيون لشرح تأخير تدخّل الشرطة، قال المسؤول إن عناصر الشرطة اعتقدوا أنه "قد لا يكون هناك ناجون"، مشيرًا إلى أنه أطلق على الأقل 100 طلقة.
Texas officials give an update on the Uvalde school shooting. "[The suspect] shot more than 100 rounds based on the audio evidence at that time. At least 100 rounds," Director, TX Dept. of Public Safety Steven McCraw tells reporters. MORE: https://t.co/iqmA5BjcSv pic.twitter.com/CoBxSOquNK
— Newsmax (@newsmax) May 27, 2022
لكن الشرطة تلقت مكالمات عديدة من أشخاص كثر في الفصلين الدراسيين المتضررين، بينها مكالمة من طفلة عند الساعة 12:16 ظهرًا، أي قبل أكثر من نصف ساعة من تدخل الشرطة في الساعة 12:50، حيث أبلغت أن "ثمانية إلى تسعة طلاب على قيد الحياة"، وفق ما كشف مكراو.
وخلال إحدى مكالماتها الأولى، قالت التلميذة التي أكدت مقتل عدة أشخاص: "من فضلكم أرسلوا الشرطة الآن".
مؤتمر للوبي الأسلحة
والجمعة، عقد أكبر لوبي أميركي للأسلحة النارية، الجمعية الوطنية للبنادق، مؤتمره السنوي في هيوستن على وقع جدل حول توقيت تنظيم الحدث، دفع سياسيين ومشاهير موسيقى كانتري لإلغاء مشاركتهم فيه.
واعتبرت الجمعية أن التجمع السنوي مناسبة "للتفكير" في ما حصل في يوفالدي، وهي مأساة نفت أي مسؤولية لها فيها.
وشارك في الفعالية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وكذلك سناتور الولاية المحافظ تيد كروز، بينما قرر الحاكم الجمهوري غريغ أبوت المدافع عن حق اقتناء الأسلحة النارية، إلغاء مشاركته الحضورية مستعيضًا عن ذلك بمؤتمر صحافي في يوفالدي.
وتدفق الآلاف من مؤيدي حمل السلاح إلى قصر المؤتمرات، حيث يعرض مصنعون على منصات أسلحة شبه رشاشة وتجهيزات صيد.
وقررت الجمعية التي تضم خمسة ملايين عضو، حظر إدخال أسلحة نارية إلى القاعة، بسبب كلمة الرئيس الأميركي السابق ولضمان أمنه، علمًا أنها تبرعت له بعشرات ملايين الدولارات خلال حملتيه الرئاسيتين.
وحظي ترمب بتصفيق شديد خلال المؤتمر، عندما تلا أسماء جميع الأطفال الذين قضوا وتتوارح أعمارهم بين 9 و11 عامًا، واصفًا إياهم بأنهم ضحايا شخص "مجنون" خارج عن السيطرة، قبل أن يعود للإشارة إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على اقتناء السلاح "أمر غريب".
وانتقد الرئيس الجمهوري السابق، الديمقراطيين لأنّهم "يشيطنون" أعضاء الجمعية الوطنية للبنادق "السلميين والملتزمين بالقانون".
وعمد متظاهرون إلى التجمّع خارج مبنى المؤتمر، رافعين لافتات تدعو إلى حظر استخدام البنادق أو تطالب "بوقف قتل الأطفال".
من جهته، يقول جيم مانيارد، أحد مالكي الأسلحة والمدافعين عن صناعتها، إنّه وافق على عقد المؤتمر في موعده على الرغم من أجواء الحزن التي تسيطر في بلاده، وتابع: "شيطنة السلاح لا تحلّ المشكلة التي نواجهها"، وفق "فرانس برس".
ويصف مانيارد التظاهرات المناهضة للأسلحة في محيط المؤتمر بـ"الضجيج"، قائلاً: "عليهم التركيز أكثر على توسيع برامج الصحة النفسية".
وأججت مجزرة تكساس الدعوات إلى تنظيم السلاح بشكل أفضل، لكن من غير المرجح أن تتمكن الحركة الاحتجاجية من تحقيق هدفها، نظرًا لعدم وجود أمل في إصدار الكونغرس قانونًا وطنيًا طموحًا بشأن هذه القضية.