أطلقت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" منصة تعليمية رقمية لنحو 540 ألف طالب فلسطيني، وذلك لضمان استمرار تعليمهم رغم جائحة كورونا.
وأوضحت المنظمة في بيان على موقعها الإلكتروني أن هؤلاء الطلاب وهم من أبناء اللاجئين يدرسون في 711 مدرسة في مناطق عملها في الشرق الأوسط ومن بينها لبنان.
وقد أنشئت هذه المنصة منذ عام بعد غياب التلاميذ عن الدراسة بسبب جائحة كوفيد-19، وتهدف إلى منع انقطاعهم عن التعليم في فترات النزاع المسلّح في بعض المخيمات.
ضرورات التباعد الاجتماعي
ولتحقيق شروط التباعد الاجتماعي، يحاول الطلاب أن يتابعوا دراستهم من خلف الشاشة رغم صعوبة المهمة. وتقول الطالبة فاطمة عرابي من بيروت في حديث إلى "العربي" إنها "تفضّل التعلم الحضوري في المدرسة"، لكنّها تنفي "وجود أي تقصير من المدرسين"، بل تشير إلى أنها "تفتقر إلى البيئة الاجتماعية التي تؤمنها المدرسة".
استطاع عدد من المدارس الخاصة مثل مدرسة جالود جنوبي بيروت؛ أن تطل على نافذة القطاع التربوي اللبناني عبر مواكبة التعليم عن بعد.
تحديات تواجه الطلاب
من جهة أخرى لا يملك كل التلاميذ وسائل التكنولوجيا الحديثة لتلقي الدروس. ولهذا السبب لم تترك الأونروا الوسيلة القديمة لاستهداف أكبر شريحة من الطلاب.
وتتحدث المنسقة التربوية في الأونروا رانيا خيري عن عدد من المشاكل التي تواجه الطلاب والتي عمل القائمون على حلّها، كعدم توفر الإنترنت لدى بعض الطلاب ما أوجب تأمين المادة الورقية لهم.
وتعد مشكلة انقطاع الإنترنت بسبب انقطاع الكهرباء في مخيّم البرج شبه يوميّة لتضيف تحديات وصعوبات إلى اللاجئين من الطلاب.
مكتبة إلكترونية تربوية
من جهته يؤكد رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان محمود الحنفي، أن منصة الأونروا التعليمية تقدّم مقاربة موضوعية، وهي "تحاكي الواقع رغم أنها ليست مثالية".
ويقول في حديث إلى "العربي" من بيروت: "هي أشبه بمكتبة إلكترونية تربوية ولكنّها غير تفاعلية". ويضيف: "إنها أفضل ما يمكن في ظل الظروف التي يعيشها الفلسطينيون بشكل عام واللاجئون على وجه الخصوص".
كما يلفت الحنفي إلى أن المنصة تقدّم الخدمات للمناطق الخمسة التي تعمل بها وكالة الأونروا.