توفّي الرئيس الجزائري السابق عبد القادر بن صالح صباح اليوم الأربعاء عن عمر يناهز 80 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وأشارت صفحة الرئاسة الجزائرية الرسمية على فيسبوك، إلى أن جنازة الفقيد ستُشيّع غدًا الخميس في مقبرة العالية بالعاصمة.
ونعى مجلس الأمة، الغرفة الثانية للبرلمان الجزائري، في منشور على صفحته في فيسبوك، رئيسه السابق.
ووصف الراحل بـ "رئيس الدولة ورئيس مجلس الأمة السابق والمجاهد"، مشيرًا إلى أن المنية وافته صباح اليوم الأربعاء 22 سبتمبر/ أيلول 2021.
الرئيس المؤقت
وفي مطلع أبريل/ نيسان 2019 تولّى عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة في الجزائر مؤقتًا تطبيقًا للمادة 102 من الدستور، بعد استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، تحت ضغط حراك شعبي.
وتنصّ هذه المادة على أن رئيس المجلس يتولى الرئاسة مؤقتًا لمدة 90 يومًا، يتم خلالها تنظيم انتخابات رئاسية لا يترشح فيها.
وسلّم بن صالح مهام الرئاسة للرئيس الجديد عبد المجيد تبون في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2019، بعد فوز الأخير بانتخابات رئاسية جرت في 12 من الشهر ذاته.
وكان مقررًا أن يعود بن صالح بعد تسليم المهام لتبون إلى رئاسة مجلس الأمة، الذي كان يرأسه منذ عام 2002، لكن الرئاسة أعلنت بعدها أن بن صالح قرّر الاستقالة من منصبه والانسحاب من الحياة السياسية، فيما لفتت مصادر إلى أن حالته الصحية تدهورت.
وجاءت وفاة بن صالح بعد أيام فقط من وفاة الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، عن عمر ناهز 84 سنة يوم الجمعة الماضي.
من هو عبد القادر بن صالح؟
هو سياسي جزائري شارك في حرب تحرير بلاده من مستعمرها الفرنسي.
حاز شهادة في الحقوق من جامعة دمشق ليبدأ بعد ذلك مسارًا مهنيًا في دهاليز الصحافة الجزائرية.
ونقلته الصحافة ليجلس تحت قبة البرلمان نائبًا عن ولاية تلمسان بثلاث دورات متتالية، بدءًا من عام 1977.
وبين الحياة البرلمانية والسياسية، واصل بن صالح صعوده البطيء في عالم السياسة الجزائرية المتشابك سفيرًا للجزائر لدى الرياض وممثلًا لبلاده لدى منظمة المؤتمر الإسلامي.
ولاحقًا، ترأس بن صالح المجلس الوطني الانتقالي قبل أن يؤسّس عام 1997 التجمع الوطني الديمقراطي.
واعتُبر بن صالح من الدائرة المقرّبة للرئيس الجديد في حينه عبدالعزيز بوتفليقة. ومنذ عام 2002 شغل منصب رئيس مجلس الأمة في 6 دورات متتالية.
وعند تعيينه رئيسًا مؤقتًا للجزائر لدى تنحي بوتفليقة، كان بن صالح واحدًا من "لاءات ثلاثة" رفضها المحتجون في الجزائر الذين طالبوا بتغيير النظام بالكامل لا بمجرد رحيل رأسه: عبدالقادر بن صالح، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز ورئيس مجلس الوزراء نور الدين بدوي.