انضم رئيس حكومة الوحدة في ليبيا عبد الحميد الدبيبة، اليوم الأحد، إلى قائمة المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وكانت خطوة الدبيبة منتظرة بعدما قدم أخيرًا إقرار ذمته المالية وعائلته لهيئة مكافحة الفساد، وهو الإجراء الذي يسبق تقديم ملف الترشح إلى مفوضية الانتخابات.
ويدخل الدبيبة سباق الانتخابات الرئاسية إلى جانب رئيس البرلمان عقيلة صالح واللواء المتقاعد خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي وغيرهم، حيث لا تزال الخلافات باقية حول قوانين الانتخابات.
من هو رئيس حكومة الوحدة؟
ولد عبد الحميد الدبيبة، الذي عُين في فبراير/ شباط الماضي رئيسًا لحكومة الوحدة، عام 1959 في مدينة مصراتة الساحلية غربي البلاد، والتي مثلت تاريخيًا مفترقًا لطرق التجارة بين الصحراء والبحر المتوسط.
والدبيبة متزوج وله ستة أبناء، وهو حاصل على ماجستير هندسة في التخطيط الحضري وتقنيات البناء من جامعة تورونتو الكندية.
وترأس الشركة الليبية للتنمية والاستثمار القابضة (لدكو)، وهي شركة كبيرة مملوكة للدولة، وأشرف على مشروع ألف وحدة سكنية في مدينة سرت الساحلية، التي تعتبر مسقط رأس العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وجمع الدبيبة ثروته في قطاع البناء وصار أحد أنجح رجال الأعمال في مصراتة مع ابن عمه علي الدبيبة.
كما أدار رئيس الوزراء مشاريع تتبع جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية، وهو عملاق آخر للاستثمارات العامة مهمته تحديث البنية التحتية الليبية وترأسه علي الدبيبة بين عامي 1989 و2011.
صعود نجمه
ويرأس الدبيبة شركة قابضة لها حضور دولي، كما أسس بعد ثورة فبراير/ شباط عام 2011 تيار "ليبيا المستقبل"، لكن بدايته السياسية كانت خجولة.
ولم يبدأ نجمه بالصعود فعليًا إلا في فبراير/ شباط عندما قدم برنامجًا طموحًا لفترة انتقالية لا تتجاوز عشرة أشهر وعد بأن تخرج البلاد من عشر سنوات من الفوضى وتنتهي بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ديسمبر/ كانون الأول.
وخلفت حكومته حكومة فائز السراج في طرابلس وحكومة أخرى موازية في شرق البلاد كانت موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر الذي ترشح بدوره للرئاسة.
وحازت حكومة الدبيبة ثقة البرلمان في مارس/ آذار، وتركزت مهمتها على إعادة توحيد المؤسسات وضمان مغادرة المقاتلين والمرتزقة الأجانب والتحضير للانتخابات.
"عودة الحياة"
لكن الدبيبة أعطى الأولوية لتحسين الحياة اليومية لليبيين الذين أنهكهم النزاع وانعدام الأمن والتضخم المستفحل.
حضر تجمعات للكشافة ومباريات كرة قدم، وقد سبق أن ترأس مجلس إدارة نادي "الاتحاد" صاحب الشعبية في طرابلس. عزز ذلك صورته مسؤولًا قريبًا من الناس، فيما اتهمه خصومه بقيادة حملة غير رسميّة للانتخابات الرئاسية.
ورغم عدم إقرار البرلمان الميزانية المؤقتة التي اقترحها باعتبارها عالية التكلفة، نجح عبد الحميد الدبيبة في إقناع البنك المركزي بتوفير تمويل لخطته "عودة الحياة" التي وعدت بمشاريع تنموية في "جميع مدن ومناطق ليبيا".
كما ضاعف رواتب موظفي الدولة ومعاشات المتقاعدين الثابتة منذ سنوات. وأنشأ مطلع سبتمبر/ أيلول "صندوق دعم الزواج" لتقديم منح إلى 50 ألف شاب وشابة.
وخلال تسليمه أول صكّوك الزواج بقيمة 40 ألف دينار (7800 يورو) لكل زوجين في بلد حيث يراوح الحد الأدنى للأجور بين 150 و200 يورو، صرح الدبيبة: "أردتُ لكم خيام الأفراح بدل خيام العزاء وأنا عند وعدي لكم".
وكان يفترض أن يترك رئيس الحكومة منصبه في 21 سبتمبر/ أيلول بعد أن حجب البرلمان الذي يتخذ مقرًا في طبرق (شرق) الثقة عنه، في قرار مثير للجدل. لكنه دعا إلى اجتماع كبير في طرابلس وأعلن بقاءه في المنصب، وكثف في الأيام التالية الفعاليات الشعبية في مدن غربي البلاد.
واستقبل بحفاوة منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني في باريس خلال مؤتمر دولي حول ليبيا.