أعلنت مجموعة "أكت بلو" المسؤولة عن جمع التبرّعات لحملة الانتخابات الرئاسية للحزب الديمقراطي أنّها سجّلت مساء الأحد، بعد سحب الرئيس جو بايدن ترشّحه ودعمه نائبته كامالا هاريس للحلول محلّه، أكبر عملية جمع تبرّعات ليوم واحد في 2024.
وفي بيان، قالت المجموعة التي تسهّل جمع التبرعات عبر الإنترنت للمرشحين الديموقراطيين: "إنّه حتى الساعة 21,00 (01,00 بتوقيت غرينتش)، جمع المؤيّدون على مستوى القاعدة 46.7 مليون دولار (42.8 مليون يورو) عبر آكت بلو بعد إطلاق ترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأضاف البيان أنّ يوم الأحد أصبح أكبر يوم لجمع التبرعات في دورة 2024.
كامالا هاريس تحظى بتأييد
وعقب انسحاب الرئيس الحالي جو بايدن المفاجئ من السباق الرئاسي، سارع العديد من الديمقراطيين الأحد إلى دعم نائبة الرئيس كامالا هاريس لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب في مواجهة دونالد ترمب.
وقد أيد بايدن نفسه هاريس الأحد، في بيان منفصل أعقب رسالة التنحي. وقال بايدن على منشور منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكاملا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. أيها الديمقراطيون.. حان الوقت للتوحد وهزيمة ترمب. دعونا نفعل ذلك".
وسرعان ما تبعه العديد من المانحين الرئيسيين، والمشرعين بمن فيهم السناتور باتي موراي، ولجان العمل السياسي الكبرى بما في ذلك (أولويات الولايات المتحدة الأميركية) و(ووحدوا البلاد).
ووصف ديمتري ميلهورن، مستشار ريد هوفمان، مؤسس موقع (لينكد إن) وأحد المتبرعين الديمقراطيين الرئيسيين، هاريس بأنها "تجسيد للحلم الأميركي"، مشيرًا إلى أنها ابنة مهاجرين.
وأضاف: "إنها أيضًا تجسد الصلابة، إذ ارتقت من مسقط رأسي في أوكلاند بكاليفورنيا لتصبح المدعية العامة الأولى للولاية. ومع تنحي بايدن، لا أستطيع الانتظار للمساعدة في انتخاب الرئيسة هاريس".
ديمقراطيون يلتزمون الصمت
في المقابل، التزم بعض أعضاء الحزب الأقوياء، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي الصمت.
وشكر آخرون، بمن فيهم بيلوسي، بايدن على وطنيته، لكنهم لم يلقوا دعمهم بعد وراء هاريس أو أي مرشح آخر.
ودعا السناتور الأميركي بيتر ويلش، وهو أول ديمقراطي يدعو بايدن للتخلي عن ترشحه لفترة جديدة، إلى عملية مفتوحة لترشيح هاريس.
وقال إنه يجب أن تكون لدى الديمقراطيين "عملية مفتوحة حتى يكون لدى مرشحنا أيا كان، بمن فيهم كامالا، القوة اللازمة لإجراء عملية تظهر الموقف المتفق عليه للحزب"، معتبرًا أن "النقاش في الحزب الديمقراطي هو من يستطيع مواصلة إرث الرئيس بايدن وهزيمة ترمب".
تحديات تواجه كامالا هاريس
ورغم قبول كامالا هاريس التحدي، لكن طريقها لن يكون سهلًا فأمامها تحديات قد تفوق سجلها السياسي بل أن ترشيحها وفوزها سيخترق سقف السياسة الأميركية بحد ذاتها. ويعد الجنس والعرق من أبرز تلك التحديات، وسيشكلان نقاطًا سيستند إليها الديمقراطيون أثناء بحثهم جدوى اختيار هاريس خليفة لبايدن من عدمه.
وبالرغم من أن ترشيح نائبة الرئيس الحالي قد يبدو الحل الأسلم للخروج من المأزق، إلّا أن هذا لا يعني ضمان ترشيحها، فمن المنتظر أن ينظم الحزب عملية تصويت شفافة لاختيار المرشح الأنسب لهزيمة ترمب.
يُضاف إلى ذلك، أن اختيار هاريس لخوض سباق الرئاسة سيكون بمثابة تحد تاريخي للحزب الديمقراطي نظرًا لسجلها من الأخطاء السياسية.
وفي حال ترشيحها، فإن ثلاثة أشهر تقريبًا قد لا تكون كافية لإتمام حملتها الانتخابية وحشد المانحين لتمويلها.
ورغم الشكوك بانخفاض شعبيتها، لكن معدلات تأييدها تظل أعلى من بايدن. فبحسب استطلاع أجرته كل من "رويترز" وإبسوس" عقب محاولة اغتيال دونالد ترمب، تعادلت هاريس مع ترمب بحصول كل منهما على تأييد 44% من الناخبين في وقت سجّل فيه بايدن تأييدًا لم يتجاوز 41% من الناخبين.