الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

ترمب "يعظّم" اقتحام الكابيتول.. التحقيق يضعه في صلب "محاولة انقلابية"

ترمب "يعظّم" اقتحام الكابيتول.. التحقيق يضعه في صلب "محاولة انقلابية"

شارك القصة

تقرير سابق يتناول التحقيق في أحداث الكونغرس وعلاقة ترمب به (الصورة: تويتر)
في تصريحات جديدة، قال ترمب: "السادس من يناير لم يكن مجرد تظاهرة بل أحد أعظم التحركات في تاريخ بلادنا لإعادة العظمة إلى أميركا".

اعتبر رئيس لجنة تحقيق في مجلس النواب الأميركي أمس الخميس، أنّ اقتحام مبنى الكابيتول في يناير/ كانون الثاني 2021،  شكّل "الذّروة لمحاولة انقلابية" كان الرئيس السابق دونالد ترمب في صلبها، وذلك خلال تقديمه أولى الخلاصات التي توصّل إليها بشأن دور الأخير بالهجوم.

وقال عضو الكونغرس الديمقراطي بيني تومسون: إنّ المتظاهرين اقتحموا مقرّ الكونغرس الأميركي بـ"تشجيع" من ترمب، محذرًا من أنّ المؤامرة التي كانت وراء الهجوم على الكابيتول تُشكّل تهديدًا مستمرًا للديمقراطية.

وأضاف تومسون: "المؤامرة لإحباط إرادة الشعب لم تنته بعد. هناك متعطّشون للسلطة في هذا البلد.. يفتقرون إلى الحبّ والاحترام لِما يجعل من أميركا عظيمة".

جاء ذلك في وقت "تباهى" ترمب مجدّدًا باقتحام الكابيتول، واصفًا إياه بأنّه لم يكن مجرد تظاهرة، بل "أحد أعظم التحركات في تاريخ بلادنا لإعادة العظمة إلى أميركا"، على حدّ وصفه.

ما دور ترمب في الهجوم؟

بدورها، رأت نائبة رئيس لجنة التحقيق ليز تشيني، أن "أولئك الذين غزوا مبنى الكابيتول وحاربوا سلطات إنفاذ القانون لساعات كانوا مدفوعين بما قاله لهم الرئيس ترمب".

ومساء الخميس، بدأ النواب الذين يُحقّقون في مسؤولية ترمب عن الهجوم على الكابيتول، تقديم أولى الخلاصات، خلال جلسة استماع شكّلت موضع ترقّب شديد.

ومنذ نحو سنة، استمعت اللجنة البرلمانية التي تضمّ تسعة نواب، هم سبعة ديمقراطيّين وجمهوريان، إلى أكثر من ألف شاهد، بينهم اثنان من أبناء الرئيس الجمهوري السابق، لإلقاء الضوء على الوقائع وتحركات ترمب وأوساطه قبل وخلال وبعد هذا الحدث.

كذلك، عرضت لجنة التحقيق، الخميس صورًا لم تُنشَر سابقًا لهجوم الكونغرس. وتُظهر مقاطع الفيديو هذه حشودًا تهاجم مقرّ الكونغرس وتدعو إلى "شنق" نائب الرئيس السابق مايك بنس، ومتظاهرًا يقرأ تغريدات لترمب عبر مكبّر صوت.

وباشرت اللجنة البرلمانية نشر أولى نتائجها، في محاولة للرّد على سؤال مهم بقي بلا إجابة: ما كان تحديدًا دور ترمب في كل ذلك؟

وخلال وقت سابق، أشار مصدر برلماني إلى أنّ لجنة التحقيق المعروفة بلجنة "6 يناير/ كانون الثاني" ستعرض كيف كانت فوضى ذلك النهار "ثمرة حملة منسّقة لنسف نتيجة الانتخابات الرئاسيّة عام 2020 ومنع نقل السلطة من دونالد ترمب إلى جو بايدن".

"أعظم التحركات"

وقبل ساعات من تقديم اللجنة نتائجها، أكد ترمب أن الهجوم على مبنى الكونغرس كان "أحد أعظم التحركات في التاريخ لإعادة عظمة أميركا".

ورأى ترمب أنّ اللجنة "لم تفكر لدقيقة واحدة في سبب وصول الحشود إلى واشنطن بأعداد كبيرة" في السادس من يناير 2021، كما كتب الخميس على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروثسوشال".

وشدد ترمب على أن "الأمر يتعلق بانتخابات مزورة ومسروقة"، مكررًا نظرية المؤامرة هذه بدون أي دليل على الرغم من دحضها مرارًا من قبل السلطات.

سيناريوهات مختلفة

مع رسائل نصية قصيرة ووثائق رسمية وفيديوهات، سيُقدّم سلسلة محامين وشهود أساسيين مختلف السيناريوهات التي فكر فيها ترمب وأوساطه لعكس مسار الانتخابات الرئاسية في 2020 وصولًا إلى الهجوم على الكابيتول.

وسيكون أوّل شاهدَين في جلسة الاستماع هذه عنصر شرطة الكابيتول كارولين إدواردز التي كانت "أوّل عنصر من قوّات الأمن تُصاب في أعمال الشغب" خلال الهجوم، وكذلك معدّ وثائقي هو نيك كويستيد الذي قام فريقه بتوثيق الحدث.

وفي مؤشر إلى الأهمية التي تريد اللجنة إضفاءها على تحقيقها، عُقِدت أوّل جلسة استماع في وقت الذروة: الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (00,00 ت. غ الجمعة) وبثّتها قنوات إخبارية عدة في مختلف أنحاء البلاد، لكن قاطعتها شبكة "فوكس نيوز"، القناة المفضلة للمحافظين.

ويعتبر أنصار هذه اللجنة أنّ عملها أساسي حتّى لا يتكرّر أبدًا أحد الفصول الأكثر خطورة في التاريخ الأميركي، ويشيرون إلى أنها محاولة لمنع ترمب من الترشح لأي منصب عام في المستقبل حتى لو لم تنجح جهود الإدانة. لكنّ غالبيّة الجمهوريّين ينتقدون أعمال اللجنة هذه ويرون فيها عملًا سياسيًا ضد الرئيس السابق، فيما يندّد ترمب بـ"حملة مطاردة" تطاله.

ووعدَ الحزب الجمهوري الذي لا يزال ترمب يحظى بنفوذ واسع فيه، بإنهاء أعمال اللجنة في حال سيطر على مجلس النواب خلال انتخابات منتصف الولاية. وبالتالي يواجه التحقيق البرلماني تحدّيًا كبيرًا يقضي بعرض رواية قادرة على جذب انتباه الجمهور وإقناعه.

وبحسب استطلاعات الرأي، فإن التحقيق في أدنى ترتيب على لائحة انشغالات العائلات الأميركية، خلف التضخم أو أسعار الوقود.

وتُنظّم خمس جلسات استماع أخرى طوال شهر يونيو/ حزيران الجاري، استكمالاً لجلسة الخميس.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close