عاش فلسطينيون، أربعة أيام عصيبة وهم في قبضة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتقل العشرات منهم من داخل منازلهم في حي الزيتون شرقي مدينة غزة، قبل أن يتم الإفراج عنهم.
هؤلاء الناجون من موت محقق، عادوا ليرووا ما عاشوه من تعذيب وترهيب، أقل ما يقال عنه إنه كان قاسيًا، إذ روى أحدهم لـ"العربي" تجربته خلال الاعتقال.
وقال الناجي من تجربة الاعتقال: "أخرجونا من ديارنا، ثم قاموا بالفرز بين الأطفال والنساء والرجال، زوجتي وأولادي وأسرتي المكونة من عشرة أفراد، لا أعرف مصيرهم".
وأضاف: "كنا ما بين 100 إلى 150 رجلًا، قاموا باعتقالنا جميعًا بعد أن أغمضوا أعيننا، وقيدوا أيادينا وأرجلنا، ووضعونا في مكان مجهول، وتركونا هناك".
وتتفاوت الحالة الصحية لهؤلاء العائدين من جحيم الاعتقال، فبعضهم مصاب بجروح خطرة، وبعضهم يعاني من كسور تتطلب تدخلًا جراحيًا سريعًا، وبعضهم الآخر لم يستوعب ما جرى له.
ناج آخر في مقتبل العمر، قال في حديث إلى "العربي": "لقد قاموا برشنا بالمياه، وسط الطقس البارد، كي نشعر بالصقيع ولا نتمكن من النوم، وحرمونا شرب المياه، أو الأكل".
البحث عن انتصار
وعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام إلى نشر صور من اعتقلتهم من أهل غزة وهم مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين، ومجردون من ملابسهم.، وقد اعتقلتهم واستجوبتهم بحثًا عن صلات محتملة بحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وتعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بكل ما تستطيع، جاهدة للبحث عن صورة نصر ممكن في قطاع غزة، بل أي نصر، علها تسوقه وتقنع به الرأي العام الإسرائيلي ، لكنها لم تجد إلا المدنيين العزل لتملأ قلوبهم رعبًا.
وبحسب معلومات سابقة حصل عليها مراسل "العربي" من سكان حي الشجاعية، فقد حول الاحتلال إحدى المدارس إلى ثكنة عسكرية يحتجز فيها عددًا كبير من المدنيين قبل نقلهم بمركبات عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي باتجاه أراضي الخط الأخضر.
