استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، العديد من المنازل السكنية في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
ورصد مراسل "العربي" حجم الدمار الذي لحق بتلك المنازل، حيث يعمل عدد من الشبان بأدوات متواضعة على انتشال جثامين الشهداء تحت الأنقاض.
وقال مراسلنا في مخيم البريج باسل خلف، إنه ورغم تضاؤل فرص العثور على ناجين جراء القصف الإسرائيلي المتعمد لتلك المنطقة، لكن عمليات البحث لا تزال جارية، حيث دمر الاحتلال قرابة عشرة منازل في المخيم، مخلفًا حفرة ضخمة بينهم.
وروى أحد الناجين مشاهداته قائلًا: "كنا نيامًا حتى سمعنا أصوات القصف، وسط صيحات الأطفال، فخرجنا هائمين من منازلنا، لنجد الشهداء على الأرض، ومنهم أب وابنه كانوا نيامًا، وكذلك عائلة من آل الخطيب مؤلفة من أم وأطفالها". وأضاف: "حصل القصف من دون أي إنذار مسبق بالإخلاء". وختم: "لقد باتت الأمور صعبة للغاية هنا".
وتمضي إسرائيل في عدوانها على غزة رغم التحذيرات الأممية والدولية وسط مجازر يومية أدت لاستشهاد وإصابة الآلاف في القطاع.
وشهدت مناطق مختلفة من شمال قطاع غزة وجنوبه ليلًا قصفًا عنيفًا وأحزمة نارية طالت العديد من المنازل والمباني السكنية ومحيط المستشفيات.
شاهد العيان على قصف مخيم البريج، قال لـ"العربي: "نحن لا نملك أي معدات لرفع الأنقاض، بل نبحث عن الناجين بأيادينا العارية"، وسأل:" أين الأمة الإسلامية؟، أين الجميع مما يحدث للناس؟ أنظروا إلى معاناة الشعب الفلسطيني.
"ما ذنب الأطفال؟"
وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى استشهاد 15 ألفًا و899 فلسطينيًا، وأكثر من 42 ألف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ناج آخر في مخيم البريج، قال لمراسل "العربي": "أين المأوى؟ لقد بات قطاع غزة كله تحت القصف، مهما تحركنا سنتعرض للهجوم".
وعن الأطفال الذين يقتلون كل يوم، سأل: "هل من مستجيب لهم؟ ما ذنب الأطفال؟".
أشار مراسلنا من أمام أحد المنازل المدمرة في المخيم، إلى أن شهيدًا وعدد من الأطفال جرى انتشالهم منه، بعد استهدافه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي فجرًا، وأوضح خلف في رسالته: "تواصل إسرائيل استهدافها مخيمات قطاع غزة، فقصفت مخيم البريج، كما قصفت مخيم النصيرات، ومخيم المغازي، ومع كل يوم يزداد حجم الدمار في هذه المناطق، وترتفع أعداد الشهداء فيها".
