حذرت روسيا اليوم الجمعة من وقوع "مواجهة كبرى" مع الغرب في حال لم تفكر الولايات المتحدة وحلفاؤها بجدية في تقديم "ضمانات أمنية" لموسكو بشأن توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا.
ويتصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بين موسكو والغرب على خلفية الملف الأوكراني وسط حديث عن حشد عسكري روسي بالقرب من الحدود الأوكرانية، حيث يهدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بفرض "عقوبات قاسية" على روسيا.
وفي اتصال بينهما عبر تقنية الفيديو يوم الثلاثاء الماضي استهدف نزع فتيل التوتر، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من نظيره الأميركي جو بايدن تقديم ضمانات أمنية لروسيا بوقف تمدد حلف شمال الأطلسي شرقًا.
الاقتراب من "مواجهة كبرى"
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي في إيجاز صحافي: إنّ بلاده تنتظر لترى ما سيؤول إليه طلبها، رغم أنه اعتبر أن من "السذاجة" توقع الحصول على الضمانات.
وأضاف ريابكوف: "إذا كان خصومنا على الجانب الآخر، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ومعها أيضًا دول أخرى، حلفاؤها، ما يسمى الدول متماثلة التفكير، إذا رفضت وحاولت نسف ذلك، فمن الحتمي أنها ستجني مزيدًا من التردي للوضع الأمني لها".
وتابع: "عدم الموافقة سيكون معناه الاقتراب من مواجهة كبيرة".
وانتقد ريابكوف الولايات المتحدة وشركاءها في حلف شمال الأطلسي بسبب تمدد القدرات العسكرية لتلك الدول إلى شرق أوروبا.
والعلاقات بين موسكو والغرب عند أدنى مستوياتها منذ تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991.
أزمة "صواريخ جديدة في أوروبا"
وحث المسؤول الروسي الغرب أيضًا على أن يبحث بجدية اقتراحًا مطروحًا منذ وقت طويل بفرض حظر على نشر الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في أوروبا، والتي كان نشرها محظورًا بموجب اتفاق صاروخي انهار في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وقال: "نريد قبل فوات الأوان تجنب أزمة صواريخ جديدة في أوروبا. ظهور الأسلحة القصيرة والمتوسطة المدى في هذه الأراضي طريق مباشر لمواجهة متصاعدة".
تحذير أوروبي – أميركي لروسيا
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد وجهت تحذيرًا إلى روسيا من إمكانية فرض عقوبات جديدة عليها في حال هددت أوكرانيا عسكريًا.
كما هددت الولايات المتحدة من جانبها بفرض عقوبات اقتصادية "قاسية" على موسكو في حال شنت هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، حسب ما أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، الإثنين الماضي.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت الجمعة عن مسؤول أميركي كبير قوله: إنّ روسيا تستعدّ لشنّ هجوم عسكري ضخم على أوكرانيا، مطلع العام المقبل يشارك فيه ما يصل إلى 175 ألف جندي.