استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون معظمهم من الأطفال السبت، في جريمة جديدة للاحتلال بحقّ المدنيين في محيط مستشفى المعمداني في مدينة غزة وفق ما أفاد مراسل التلفزيون العربي.
ويأتي الاستهداف عقب ساعات من إعلان وزارة الصحة بدء حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في مستشفى "ناصر" بخانيونس جنوبي القطاع، وسط تحذيرات أممية من مغبة تنفيذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في قطاع غزة أثناء حملة التلقيح.
وأعلن الدفاع المدني في غزة سقوط شهداء ومصابين جراء قصف إسرائيلي على أرض مجاورة لقسم المختبرات في مستشفى المعمداني.
وسادت حالة من الخوف والهلع بين سكان المنطقة والمتواجدين في محيط المستشفى، فيما تمّ نقل إصابات لها جراء الاستهداف.
حرب مفتوحة على القطاع الصحي
بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة أنّ استهداف المستشفى المعمداني يأتي في إطار إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استمرار حربه المفتوحة ضدّ المنظومة الصحية في قطاع غزة، حتى لا يكون هناك ملاذ آمن لتقديم الخدمات الصحية لآلاف الجرحى والمرضى في قطاع غزة.
وقال القدرة في حديث إلى "التلفزيون العربي" من لوسيل، إنّ الاحتلال استهدف 155 مؤسسة صحية في القطاع، خرج منها 33 مستشفى عن العمل، و64 مركز رعاية أولية منذ بدء حربه المستمرة على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن أولى المجازر الإسرائيلية بحقّ مستشفيات غزة، كانت في المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سقط فيها أكثر من 500 شهيد فلسطيني وما يزيد عن 720 جريحا غالبيتهم من النساء والأطفال، بعد أن اتخذوا من المستشفى ملجأ آمنًا من الغارات الجوية.
وأشار إلى أنّ الاحتلال يُعيد الكرّة باستهدافه محيط المستشفى، ما يُهدد سلامة الخدمة في داخله ويزيد العبء على الطواقم الطبية التي تعمل في ظروف استثنائية قاسية.
وأوضح أنّ المستشفى المعمداني يُعتبر الوحيد في مدينة غزة الذي يقدّم الخدمات الجراحية والطارئة للفلسطينيين.
وأكد أنّ الاحتلال يُريد أن ينسف كل الجهود لاستمرار العمل في القطاع الصحي سواء في شمال القطاع أو جنوبه.
ورأى أنّ الاستهداف هو إعلان واضح من قبل الاحتلال لتقويض الجهود الأممية لإطلاق حملة التلقيح ضدّ شلل الأطفال في قطاع غزة.
وطالب القدرة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بـ"الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان حتى نقوم بواجبنا بتنفيذ حملة التلقيح في كافة محافظات قطاع غزة التي تنطلق صبيحة غد الأحد حتى الـ12 من الشهر الحالي".
وقال إنّ هذه الظروف التي يفرضها الاحتلال تُهدّد حملة التلقيح، إذ لن تستطيع الطواقم الطبية إتمامها.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، على منصة "إكس" تصريحات لموظفتها لوسي واتريدج، قالت فيها إنّ "أي عمليات عسكرية خلال حملة التطعيم المقبلة ضد شلل الأطفال في غزة ستؤثر على قدرة الأمم المتحدة وشركائها على منح اللقاحات للأطفال".
وبالتزامن مع قصف المستشفى المعمداني، شنّ الاحتلال الإسرائيلي العديد من الغارات في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، أسفرت عن سقوط أكثر من 61 شهيدًا منذ فجر السبت.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 40691 شهيدًا و94060 جريحًا، فيما لا يزال مئات المفقودين تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأوضحت أنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 89 شهيدًا و205 مصابين خلال الساعات الـ24 الماضية.
