تحدث البيت الأبيض عن وجود مناقشات مستمرة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل عدم تفاؤل إسرائيلي بشأن التوصل إلى صفقة جديدة مع المقاومة الفلسطينية.
وجاء ذلك وسط تزايد الخلاف بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل بشأن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة؛ خشية تشكيلها خطرًا على المحتجزين.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عمّا وصفته بالمصدر المطلع، أنّ الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري تتمحور حول أنشطة عسكرية جديدة تتحضر القوات الإسرائيلية لتنفيذها في الفترة القادمة.
صفقة جديدة لوقف الحرب
وبشأن صفقة تبادل الأسرى والاتفاق حول هدنة في غزة، قال الصحافي عبد القادر عبد الحليم، من القدس المحتلة، للتلفزيون العربي، إن "الحكومة الإسرائيلية لديها متطلبات محددة بشأن البقاء في محوري صلاح الدين ونتساريم، وإدارة عسكرية لبعض مناحي الحياة في غزة".
وأضاف عبد الحليم أن "هناك مطالبات من وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير بقطع المفاوضات بشكل كامل، بينما يؤكد بنيامين نتنياهو على الخطوط الحمراء التي رسمها الكابينت، والمتمثلة بعدم الانسحاب مستقبلًا من محور صلاح الدين على حدود مصر".
وأردف: "أن الإدارة الأميركية شدّدت على استمرارية المفاوضات، دون تحديد خطوط عريضة واضحة للاتفاق المستقبلي الذي تسعى لتقديمه عبر الوسطاء إلى حركة حماس والحكومة الإسرائيلية".
وأشار عبد الحليم إلى أن "مصادر إسرائيلية تحدثت عن أن الموقف الأميركي يتسق مع الموقف الإسرائيلي في لوم حماس، في حين يقول مسؤول إسرائيلي إن التشخيص الحالي للوضع دقيق من ناحية تشدّد حماس".
ومضى يقول: "الإسرائيليون ينظرون إلى المفاوضات بنظرة تشاؤمية، مما يدفع أهالي المحتجزين الإسرائيليين إلى تصعيد الاحتجاجات في تل أبيب للضغط من أجل إبرام صفقة تبادل جديدة، وتوجيه اللوم إلى نتنياهو بدلاً من أطراف أخرى، على الرغم من محاولات الحكومة الإسرائيلية التنصل من مسؤولية فشل المفاوضات".
وأضاف: "النظرة العامة تظل تشاؤمية بشأن طرح صفقة قريبًا، رغم حديث البيت الأبيض عن استمرار المناقشات. ولا سيما أن هناك تقارير تشير إلى أن الصفقة كانت ستُطرح نهاية الأسبوع الماضي، وسط اقتناع أميركي بأن الصفقة ستُرفض من كافة الأطراف"، وفقًا لعبد الحليم.
"علينا الخروج من غزة في أسرع وقت"
من ناحية أخرى، قال قائد عسكري سابق في الجيش الإسرائيلي، إن تل أبيب عالقة في قطاع غزة وتنزف هناك، داعيًا إياها "للخروج منه في أسرع وقت ممكن".
وقال الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف في مقال نشره السبت، على موقع القناة 12 العبرية، إن الحرب على غزة "أصبحت في حد ذاتها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لنتنياهو وحكومته".
ويرى إسرائيليون أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب من أجل الحفاظ على بقائه السياسي، وتعطيل محاكمته في تهم تتعلق بالفساد منذ 2019، ويمكن أن تزج به في السجن، فضلًا عن اتهامات تطاله بالإخفاق في منع عملية 7 أكتوبر، واتهامات على المستوى الدولي بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين بغزة.
وقال زيف، وهو أيضًا قائد سابق لـ "فرقة غزة" بالجيش الإسرائيلي: "في الشهر الثاني عشر من أطول حرب وأكثرها إنهاكًا في تاريخنا، تجد دولة إسرائيل نفسها عالقة في دوامة أمنية، حيث تتوالى الأحداث وتتبعها ردود الفعل بلا نهاية في جميع الساحات المحيطة بنا".
وأضاف: "من الناحية الأمنية، فإن وضعنا ليس فقط لا يتحسن، بل يزداد تعقيدًا، ومن ناحية أخرى لا يوجد أفق يشير إلى نهاية الحرب أو حتى اتجاه لحل الوضع"، مشددًا على أن إسرائيل في غزة "عالقة وتنزف".
وأشار إلى أن الحرب التي "كان من الممكن أن تنتهي قبل نصف عام عندما "باع" نتنياهو للجمهور شعار "نحن على بعد خطوة من النصر"، قد بدت بلا نهاية.