تتعرض غالبية أنحاء العراق، لعاصفة ترابية هي الثالثة خلال أقل من أسبوعين، أدت لإغلاق مطارين دوليين في بغداد والنجف، في ظاهرة يزداد تكرارها، بسبب قلة الأمطار وافتقارها للحزام الأخضر.
ويرجح خبراء البيئة أن العراق سيشهد نحو 300 يوم مغبر بحلول عام 2050؛ ولا سيما مع تزايد الجفاف وارتفاع درجة الحرارة التي تبلغ 50 درجة في أيام الصيف.
وبعد 16 عامًا من إنشاء الحزام الأخضر لكربلاء، لم يتحقق إلا جزء بسيط منه، والذي يبلغ 76 كيلومترًا للحد من التصحر ولمنع العواصف الرملية، بعد زرع عشرات الآلاف من أشجار النخيل والزيتون.
وانقسم مشروع الحزام إلى حزامين نفذ من الشمالي منه 22 كيلومترًا، بينما توقف في القسم الجنوبي؛ بسبب قلة السيولة المالية من حكومة المركز في بغداد، وأدى ذلك لهلاك الأشجار.
ويعد العراق من الدول الخمس في العالم الذي يعد عرضة للتغير المناخي والتصحر، خصوصًا من جراء تزايد الجفاف.
وحذر البنك الدولي في نوفمبر الماضي من انخفاض المواد المائية للعراق بنسبة 20% بحلول عام 2050؛ بسبب التغير المناخي.
العشرات من حالات الاختناق في المستشفيات جراء عاصفة رملية تضرب العراق! سلاما على #العراق والعراقيين! pic.twitter.com/wyunigGqR5
— جاسم الشمري (@dr_jasemj67) April 12, 2022
وتسبب هذه العواصف الغبارية التي تحيل الجو إلى كتلة صفراء غامقة أو برتقالية، رؤية منخفضة علاوة على حالات اختناق جراء صعوبة التنفس، وخصوصًا في فصل الربيع.
عوامل متداخلة
وفي هذا الإطار، اعتبر عامر الجابري مدير إعلام الأنواء الجوية العراقية في حديث لـ"العربي"، أن "وجود فوارق حرارية تتمثل بالكتل الحرارية التي أثرت على العراق سببه المنخفض الجوي الجاف القادم من الجزيرة العربية".
وأضاف الجابري من بغداد، أن "أكثر العواصف تبدأ من المنطقة الغربية للعراق مما يؤدي لتأثر المناطق الشمالية والجنوبية، فضلًا عن قلة الأمطار وهشاشة الأرض وعدم تماسكها".
واستدرك الجابري بالقول: "هناك إلى جانب قلة الحزام الأخضر، جرف الأراضي وتحويلها إلى مناطق سكنية وقلة منسوب المياه وجفاف البحيرات، فضلًا عن التغيرات المناخية في العالم والتي تؤثر بشكل مباشر".