يبدو أنّ أسوأ الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في حربها المستمرة على غزة، لم تتكشّف بعد. وكأنّ المقابر الجماعية وقتل المدنيين بالجملة في أسوأ حرب تُشن عليهم في التاريخ الحديث لم تكن كافية، فجاءت أخبار مريعة من غزة تتحدث عن تبخر وانصهار أجساد الضحايا بفعل قنابل تسقطها طائرات حربية إسرائيلية على المنازل السكنية، فتتحول إلى رماد.
وقد رصد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تقرير عدة حالات لضحايا استشهدوا في غارات إسرائيلية مدمّرة على مبان سكنية، ولدى محاولة انتشال جثثهم اتّضح اختفاء بعضهم أو احتمال تحولهم إلى رماد، وهو ما يثير علامات استفهام بشأن ماهيّة القنابل المستخدمة في هذه الهجمات.
استخدام "أسلحة حرارية"
وبحسب المرصد، تُثير هذه الحالات مخاوف من احتمال استخدام جيش الاحتلال "أسلحة حرارية"، أو ما يعرف باسم "القنابل الفراغية"، والتي تشتهر في المجال العسكري بفاعليتها في تدمير الكهوف ومجمّعات الأنفاق الأرضية.
وتعتبر هذه القنابل محظورة الاستخدام ضدّ المدنيين في المناطق المدنية المأهولة، بحسب القانون الدولي الإنساني ووفقًا لاتفاقيات لاهاي واتفاقيات جنيف.
كما يعد استخدامها جريمة حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
قصص "مفزعة"
وذكر المركز الأورومتوسطي، ما حصل لعائلة مواطن غزي يدعى "أحمد عمر" من بين القصص المفزعة. فقد استشهد 15 شخصًا من عائلة أحمد، بمن فيهم والداه، في قصف إسرائيلي على منزلهم في مدينة غزة في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. ولم يتمكن أحد من العثور على أي أثر لأجساد ثلاثة من الشهداء رغم وجودهم في المنزل نفسه لحظة الهجوم الإسرائيلي.
وتُضاف إلى قصة عمر قصص أخرى وتصريحات صدرت عن مسؤولين في جهاز الدفاعِ المدني في غزة بشأن تبخر جثامين ضحايا وتحولها إلى رماد، ومن هؤلاء ضحايا المقبرة الجماعية التي عثر عليها في مجمعِ "ناصر" الطبي في خانيونس جنوبي قطاع غزة في أبريل/ نيسان المنصرم، بحسب بيان المركز الحقوقي.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء مختصين في الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل، بما في ذلك احتمالية استخدامها لقنابل تولّد حرارة شديدة تؤدي إلى تبخر أجساد الشهداء، وذلك في إطار هجومها العسكري واسعِ النطاق على قطاعِ غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.