الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة.. اعتداءات الاحتلال تخلف عشرات الإصابات

تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة.. اعتداءات الاحتلال تخلف عشرات الإصابات

شارك القصة

مشاهد لـ"العربي" خلال اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين خلال إخراج جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة من المستشفى (الصورة: رويترز)
أفاد مراسل "العربي" بأن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية هاجمت المشيعين لدى خروجهم من المستشفى الفرنسي في حي الشيخ جراح، معتدية عليهم بالضرب.

شيع آلاف الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، اليوم الجمعة، جثمان الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة إلى مثواها الأخير، وذلك بعد تسجيل اعتداءات ومنع للمشيعين من قبل قوات الاحتلال على مستوى المستشفى الفرنسي بالمدينة المحتلة.

وأقيمت مراسم تشييع للشهيدة في كنيسة الروم الكاثوليك، حيث تواجد الآلاف من الفلسطينيين داخل وخارج الكنيسة.

وجرى قُدّاس في داخل الكنيسة، بمشاركة أعداد كبيرة من الفلسطينيين. ومنع الاحتلال مشاركة المشيعين في جنازة الشهيدة انطلاقًا من المستشفى الفرنسي، حيث اعتدى عليهم بالضرب وإطلاق القنابل الصوتية والرصاص المعدني.

إصابات واعتداءات

وأصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق والرضوض والكسور، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي، على موكب تشييع الشهيدة الصحافية، ومنعت إخراج جثمانها من المستشفى الفرنسي بالقدس المحتلة سيرًا على الأقدام.

وهددت قوات الاحتلال في البداية باختطاف الجثمان من المستشفى الفرنسي بالقدس المحتلة، عقب انطلاق مسيرة حاشدة رفع فيها العلم الفلسطيني بكثافة في ساحات المستشفى.

واغتيلت أبو عاقلة الأربعاء، فيما أصيب زميلها المنتج علي السمودي برصاصة في أعلى الظهر، بالقرب من مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة، بينما كانا متوجهَين لتغطية مواجهات في المخيم بين عناصر الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين.

وأظهرت مشاهد بثها "العربي" نعش الصحافية أبو عاقلة، يكاد يسقط أرضًا فيما عناصر الشرطة الإسرائيلية يفرقون المحتشدين.

كما أظهرت، عناصر الشرطة، وهم يعتدون بالضرب على عدد من الشبان الذين كانوا يحملون النعش.

وأفاد مراسل "العربي" أحمد جرادات، بأن قوات كبيرة من القوات الإسرائيلية هاجمت المشيعين لدى خروجهم من المستشفى الفرنسي في حي الشيخ جراح، معتدية عليهم بالضرب.

وكان آلاف الفلسطينيين قد حاولوا الخروج من المستشفى، وهم يحملون الجثمان، ويرددون شعارات وطنية، ويلوحون بالأعلام الفلسطينية.

ولكنّ قوات كبيرة من الشرطة هاجمت باحة المستشفى، وسط إطلاق قنابل الصوت والاعتداءات بالضرب، ما أجبر المشيعين على التراجع.

وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن "عشرات الفلسطينيين أصيبوا خلال اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمستشفى الفرنسي".

ولم تسمح الشرطة الإسرائيلية سوى لأعداد قليلة بالخروج مع الجثمان، الذي نُقل في سيارة إلى البلدة القديمة ليوارى في الثرى. وحاصرت الشرطة الإسرائيلية المئات من الفلسطينيين، في المستشفى الفرنسي، ومنعتهم من الخروج.

كما لاحقت الشرطة الإسرائيلية، الفلسطينيين في الشوارع القريبة من المستشفى.

"وحشية الاحتلال الإسرائيلي"

من جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن ما يجري في القدس دليل يومي على وحشية الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذه المشاهد والجرائم الإسرائيلية المستمرة مدعومة من الإدارة الأميركية، مطالبًا الأخيرة بوضع حد للعنف الإسرائيلي ووقف العدوان على الأقصى وعلى المخيمات.

وأضاف في حديث لـ"العربي" أن الاحتلال المدعوم من الغرب يعتقد أن الشعب الفلسطيني سيستسلم، مؤكدًا على صمود الفلسطينيين على أرضهم وعدم تنازلهم عن حقوقهم.

وكشف أبو ردينة أن هناك اتصالات فلسطينية عاجلة مع الإدارة الأميركية، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

كما طالب الاتحاد الأوروبي والأمة العربية بالعمل على إيقاف التوغل الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية.

وأكد أن ممارسات الاحتلال ستدفع الأمور إلى مرحلة اللاعودة، وسيدفع الجميع ثمن هذا العدوان على الشعب الفلسطيني.

كما أكد أن الشعب الفلسطيني كله موحد في معركته بالدفاع عن القدس والمقدسات، وعن أسراه وشهدائه، مشيرًا إلى أن الخلافات بين الفصائل الفلسطينية ثانوية، مشددًا على وجوب أن يرفع الجميع علم فلسطين حفاظًا على الأرض.

التحقيق الإسرائيلي

وفي سياق التحقيقات بمقتل أبو عاقلة، أفاد تقرير "أولي" أصدره الجيش الاسرائيلي، الجمعة، أنه خَلُص إلى أنه "لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار الذي أصاب الصحافية شيرين أبو عاقلة"، وأدى إلى مقتلها يوم الأربعاء الماضي.

وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي في تغريدة على تويتر: "خلص التحقيق المرحلي الذي قُدم إلى رئيس الأركان أفيف كوخافي إلى أنه لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار الذي أصاب شيرين أبو عاقلة وأدى إلى مقتلها".

وسبق أن صدرت تصريحات مشابهة عن كوخافي.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قدّم قائد القيادة الوسطى، يهودا فوكس، وقائد لواء الكوماندو، العقيد ماني ليبرتي، إلى رئيس هيئة الأركان العامة أفيف كوخافي، أمس الخميس، النتائج المرحلية للتحقيق في حوادث إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل الإعلامية شيرين أبو عاقلة".

وأضاف: "في الليلة المذكورة، قامت قوات الجيش بحملة اعتقالات في منطقة جنين. وتم إطلاق نيران كثيفة تجاه قوة الجيش العاملة في المكان، رافقه إطلاق نيران دقيقة وإلقاء عبوات ناسفة أصابت الآليات العسكرية وسقطت قرب الجنود".

وتابع: "ومع قرب انتهاء العملية العسكرية، في وضح النهار وعند خروج القوات من المخيم أصيبت الإعلامية الفلسطينية التي كانت متواجدة داخل منطقة القتال خلال تبادل إطلاق النار".

وأكمل: "منذ الحادثة، والجيش يعكف على إجراء تحقيق للوقوف على ملابسات مقتل الصحافية. ومع نهاية التحقيقات المرحلية، تبين أنه لا يزال هناك عدد من التفاصيل التي تتطلب توضيحًا، إلا أن الصورة باتت أوضح عن الحادثة مع ظهور احتمالات مختلفة لإطلاق النار تسببت بمقتل الإعلامية".

ومضى قائلًا: "يُظهر التحقيق أن هناك احتمالين لمصدر إطلاق النار، الذي تسبب في مقتل أبو عاقلة".

وزعم أن "الاحتمال الأول: إطلاق نار كثيف لمسلحين فلسطينيين تجاه قوات جيش الدفاع، بما في ذلك إطلاق مئات الرصاصات من عدة نقاط. لقد حاول المسلحون استهداف الآليات العسكرية حيث أطلقت عشرات الرصاصات بشكل عشوائي نحو الآليات بالقرب من تواجد المراسلة، وقد يكون هذا هو مصدر إطلاق النار الذي أصابها".

وأردف أن "الاحتمال الثاني يتمثل في أنه، وخلال تبادل إطلاق النار، أطلق أحد جنود الجيش النار من شق في سيارة عسكرية، ومن خلال عدسة تلسكوبية على مسلح فلسطيني كان يطلق النار على السيارة التي كان المقاتل بداخلها".

وتابع أن الحصول على الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة، لإجراء فحص مهني دقيق، "من شأنه تحديد أي من الاحتمالين ساهم في مقتلها".

وأشار البيان إلى أن السلطة الفلسطينية ترفض تسليم الرصاصة، والمشاركة في التحقيق.

في المقابل، فنّد مراسل "العربي" في تقرير خاص الرواية الإسرائيلية، كاشفًا بالأدلة والبراهين "استحالة" أن تكون الرصاصة التي اغتالت شيرين أبو عاقلة صدرت من مكان تواجد المسلح الفلسطيني، وفق ما زعم الاحتلال.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات

الدلالات

تغطية خاصة
Close